وسط الحرب المستعرة في غزة، حوّل المهربون الفلسطينيون انتباههم إلى السجائر المهرّبة نتيجة لارتفاع أسعار التبغ في القطاع، حسبما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال".وأكدت الصحيفة أنّ تهريب السجائر أدّى إلى عدم قدرة الآلاف من شاحنات المساعدات على إيصال المساعدات الأساسية الإمدادات الإنسانية، خوفًا من التعرض للهجوم.ووفقًا للتقرير، يتم تهريب السجائر إلى غزة التي مزقتها الحرب عبر شاحنات المساعدات الإنسانية، بعد أن تم وضعها هناك من قبل شركاء في إسرائيل والأمم المتحدة. وبمجرد مرورها على التفتيش ودخولها إلى غزة، يتم استهداف شاحنات المساعدات من قبل المهربين الذين يستعيدون بضائعها وآخرين يأملون في الوصول إليها أولًا.ارتفعت أسعار السجائر منذ أن فرضت إسرائيل قيودًا على الواردات إلى غزة، بحيث تقتصر على السلع الأساسية - والتي لا تشمل السجائر - بعد هجوم 7 أكتوبر.يمكن أن تباع سيجارة واحدة بمبلغ يصل إلى 25 دولارًا في غزة، وفقًا لما ذكرته الصحيفة، ما يجعل تجارة التهريب مربحة بشكل كبير.وأضاف التقرير أنه قبل بدء الهجوم الإسرائيليّ على رفح في الأسبوع الأول من مايو، كان يتم تهريب السجائر إلى حدّ كبير عبر معبر رفح على الحدود المشتركة بين غزة ومصر، ولكن بعد إغلاق المعبر إلى أجل غير مسمى، تحوّل المهرّبون إلى معبر كرم أبو سالم على الحدود مع إسرائيل.ونتيجة للهجمات العنيفة، أفادت التقارير أنّ أكثر من 1000 شاحنة محمّلة بالمساعدات ظلّت عالقة على الجانب الغزّي من المعبر، وحتى البضائع التي تصل إلى وجهتها معرضة لخطر النهب من قبل مهاجمي المستودعات.وقال مسؤول أمميّ للصحيفة: "هذا يهدد بتقويض كل ما نحاول القيام به"."مثل الذهب الجديد"أكدت منظمات الإغاثة أنّ هناك تحديات أخرى، إلى جانب تهريب السجائر تعرقل جهود توزيع المساعدات. وأشارت إلى أنّ القتال وغياب القانون والتدمير الواسع النطاق للطرق والبنية التحتية جعل من الصعب عليها تسليم المساعدات وتوزيعها بأمان في جميع أنحاء قطاع غزة.فيما قالت إسرائيل إنها لا تضع أيّ قيود على كمية المساعدات التي يمكن أن تدخل غزة، وإنها حددت الطرق التي تستخدمها القوافل الإغاثية، وإنّ الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الأخرى لم تزد من قدراتها بما يكفي. وقال مسؤول أممي: "لقد أصبحت السجائر مثل الذهب الجديد في غزة".وفي النصف الأول من يونيو، دخلت 460 شاحنة مساعدات. وقبل الحرب، كانت نحو 500 شاحنة من البضائع التجارية تدخل قطاع غزة يوميًا، بالإضافة إلى 100 شاحنة من المساعدات الإنسانية للمحتاجين، وفقًا للأمم المتحدة. وقال مدير وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في غزة، سكوت أندرسون، إنّ الوكالة لم تتمكن من إرسال شاحنات لجمع البضائع من معبر كرم أبو سالم منذ يوم السبت، بسبب المخاوف الأمنية.(ترجمات)