منذ 12 ديسمبر عام 2022، أغلق الطريق الجبلي الذي يربط إقليم ناغورنو كاراباخ بأرمينيا وسط احتجاجات من قبل النشطاء الأذربيجانيين الذين يزعمون معارضتهم عمليات التعدين غير القانونية في المنطقة. يقول الأرمن إن أذربيجان هي من قامة بهندسة عمليات التعدين وينتقدون قوات حفظ السلام الروسية لعدم إبقاء الطريق مفتوحا، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية. في ناغورنو كاراباخ، فإن المتاجر مليئة بالقليل من الكحول والحلوى كما أن إمدادات الحفاضات والأدوية الأساسية منخفضة للغاية. وأكد المحلل الموالي للحكومة الأذرية في باكو فرهاد محمدوف "يمكن ملاحظة أن موارد روسيا في المنطقة أصبحت محدودة"ويقول "روسيا أصبحت أضعف". ابتداء من الجمعة، سيتعين على الناس تقديم بطاقات تموينية لشراء الأرز أو المعكرونة أو الحنطة السوداء أو السكر. صفقة روسية وعلاقات تتشكل في أواخر عام 2020 توسط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب في القوقاز بين أذربيجان وأرمينيا وأصبح التدخل بمثابة صفقة عسكرية روسية. وأدت الحرب الروسية الأوكرانية إلى إعادة تشكيل العلاقات في جميع أنحاء العالم ربما في أي مكان أكثر وضوحًا من الحدود بين أوروبا وآسيا، الأمر الذي أدى إلى تقوية الوجود التركي والإيراني اللذان باتا مصدران مهمان للتجارة والأسلحة لموسكو. وقال مستشار وزير الخارجية في أرمينيا فاهان كوستانيان "إن تركيز الاهتمام الكامل على أوكرانيا يجعل الوضع أكثر هشاشة ويعطي فرصة جديدة لأذربيجان لاستخدام القوة".وفي حرب ضد أذربيجان على ناغورنو كاراباخ أوائل تسعينات القرن الماضي، تمكنت أرمينيا من تحقيق النصر مما منحها السيطرة على حوالي 13% من إجمالي مساحة الأراضي الأذربيجانية. لكن أذربيجان استعادت الكثير منها عندما شنت هجومًا عام 2020 مستفيدة من أرباحها من الغاز الطبيعي لشراء أسلحة فائقة الجودة من تركيا وإسرائيل. وتسعى باكو إلى ممارسة سيطرة أكبر على الطريق المحظور الآن والمعروف باسم ممر لاتشين بدعوى أن أرمينيا تستخدمه لنقل الألغام الأرضية بشكل غير قانوني إلى الإقليم. قال الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف الأسبوع الماضي إن "من لا يريد أن يصبح مواطنا لدينا فالطريق ليس مغلقا، إنه مفتوح. يمكنهم المغادرة متى أرادوا". نفوذ روسيا يتضاءل المحلل في "كرايسز جروب" في باكو زاور شيرييف، قال إن الحرب الروسية الأوكرانية دفعت الرأي العام أكثر ضد روسيا وفرقة حفظ السلام التابعة لها. فيما قال المحلل السياسي الأرميني تيغران غريغوريان إن الحرب في أوكرانيا "خلقت بيئة لا يعمل فيها الردع الروسي في المنطقة". وتُصّر أذربيجان على أنها لم تفرض حصارا على ناغورني كاراباخ وأن حركة مرور المساعدات الإنسانية والطبية تسير بشكل طبيعي، لكن على أرض الواقع يبدو الوضع مترديا بشكل متزايد بالنسبة للأرمن.مفاوضات يواصل الكرملين دوره في المفاوضات بين أذربيجان وأرمينيا حيث تحدث بوتين مع رئيسا البلدين في ديسمبر الماضي في سان بطرسبرغ. في الأسبوع الماضي، ألغى باشينيان التدريبات العسكرية المخطط لها في أرمينيا هذا العام من قبل التحالف الذي تقوده روسيا، بعد أن لاحظ أن "ممر لاتشين ليس تحت سيطرة قوات حفظ السلام الروسية".ويقول محللون إن هناك فرصة ضئيلة في أن تتمكن أرمينيا من التخلص من اعتمادها على روسيا في أي وقت قريب.الزميل البارز بمعهد كارنيغي في أوروبا توماس دي وال قال "أرمينيا لديها مشكلة إستراتيجية ضخمة".وكثف الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة جهودهما للتوسط في سلام دائم وبناء نفوذهما في القوقاز، فيما التقى باشينيان وعلييف في أغسطس وأكتوبر الماضيين في اجتماعات رتبها الاتحاد الأوروبي. ووصف المحللون مسارات التفاوض المزدوجة بأنها غير عادية.(ترجمات)