خاض الجيش الإسرائيلي قتالًا عنيفًا ضدّ المواقع الدفاعية لـ"حماس"، حيث يواجه مقاومة شرسة في المواقع التي لا يسيطر عليها بشكل كامل، فيما يتعرّض جنوده للقنص في الأماكن التي يسيطر عليها سيطرة كاملة، حسب صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.وتقول الصحيفة ذاتها إنّ الجيش الإسرائيليّ يقدّر عدد مسلحي "حماس" الذين قُتلوا منذ بدء الحرب بما يقرب من 8000، لكن على الرغم من الأضرار الجسيمة التي لحقت بآلاف الحفر المؤدية إلى الأنفاق وخارجها، فإنّ شبكة أنفاق "حماس" لا تزال فاعلة، حيث يتم تنفيذ معظم هجمات "حماس" بأسلوب حرب العصابات، باستخدام قوات صغيرة من خلال القنص، وإطلاق القذائف الصاروخية، وتفجير العبوات الناسفة.مرحلة ثالثة من الحربثقل العمليات الهجومية ينتقل تدريجيًا من شمال القطاع إلى جنوبه، وتدور المعرك في حيّي الدرج والتفاح شمال شرق مدينة غزة، وهي مناطق لم تتدخل فيها إسرائيل بعد في عملياتها البرية، بالإضافة إلى ذلك، تحتفظ فرقة احتياطية بممر جنوب المدينة، يهدف إلى الحفاظ على منطقة عازلة بين الأجزاء الشمالية والجنوبية من القطاع، وبالتالي منع عودة الإرهابيّين والمدنيّين إلى الشمال، وفق الصحيفة. الصراع الأكبر يدور في الجنوب. وفي منطقة خان يونس، تنفذ الفرقة 98 عملية خاصة، تركّز بحسب التصريحات الرسمية للجيش الإسرائيلي، على ضرب كبار قادة "حماس"، الذين يفترض أنهم يحتمون في أنفاق تحت هذه المدينة. وأعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل 4 جنود في هذه المعارك يوم الجمعة، اثنان منهم من وحدة استطلاع جفعاتي، واثنان من لواء المظليّين 55 التابع لجنود الاحتياط. وبعد مرور شهرين ونصف، لا تزال القضية العادلة لهذه الحرب قائمة، ولكنّ الأهداف التي تم الإعلان عنها بصوت عالٍ ما زالت بعيدة عن التحقيق، و"حماس" لا تُظهر أيّ علامة على الاستسلام في المستقبل القريب.ووفقًا للصحيفة الإسرائيلية، فإنّ مسألة التحول إلى المرحلة الثالثة من الحرب تصبح أكثر إلحاحًا، وسيستلزم ذلك إعادة الانتشار على طول الحدود، مع تخفيض بعض القوات، والتركيز على الهجمات بحجم لواء داخل قطاع غزة. ولا تزال القيادة الجنوبية تعتقد أنّ لديها بعض المهامّ العاجلة التي يتعين عليها إكمالها في المستقبل القريب، قبل إجراء تغييرات على طبيعة العمليات، ولكن أصبح من الواضح بشكل متزايد أنّ مثل هذا التغيير مطلوب.صفقة صعبة أنتجت الأيام الأخيرة مجموعة من التقارير، في إسرائيل وخارجها، بشأن التقدم المحتمل في المفاوضات حول صفقة جديدة لإطلاق سراح الأسرى. ومن الناحية العملية، وعلى الرغم من الضغوط العسكرية المتزايدة على "حماس"، فإنّ الحركة لا تزال متشددة في موقفها. وكرر كبار قادة "حماس" خارج غزة خلال عطلة نهاية الأسبوع، أنّ المرحلة التالية من مثل هذا الاتفاق يجب أن تكون "الكلّ مقابل الكلّ" وأن تشمل انسحابًا إسرائيليًا كاملًا من قطاع غزة، وإفراجًا عن السجناء الفلسطينّين، بمن فيهم كبار قادة الحركة الفلسطينية. ويشير التقرير الإسرائيلي إلى صعوبة أخرى في التوصل إلى اتفاق تتعلق بالجدول الزمني. فمع دخول فترة عطلة عيد الميلاد، سيتضاءل الاهتمام في واشنطن وأوروبا خلال الأسبوعين القادمين، وهذا لا يعني أنّ إدارة بايدن غير مبالية بالأحداث هنا، لكنّ القدرة على الترويج للتحركات المعقّدة المشروطة بتفاصيل متعددة، ستكون مقيدة في الأسابيع المقبلة.(ترجمات)