في مؤتمر صحفي مشترك في البيت الأبيض، أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة، واصفا إياها بأنها "قد تغير التاريخ". وعبّر نتانياهو عن دعمه الكامل لرؤية ترامب، التي تتضمن تهجير سكان القطاع، وسيطرة أميركية طويلة الأمد، وإعادة بناء غزة وفق رؤية أميركية-إسرائيلية مشتركة. وفي المقابل، رفض الفلسطينيون الخطة بشدة، مؤكدين حقهم في البقاء في وطنهم. "ترامب أعظم صديق" أعرب نتانياهو عن امتنانه العميق لدعم ترامب، قائلاً: "قلت هذا من قبل وسأقوله مجددًا: أنت أعظم صديق لإسرائيل على الإطلاق في البيت الأبيض، ولهذا يكنّ لك شعب إسرائيل هذا القدر الهائل من الاحترام". وأضاف أن خطة ترامب تمثل “مستقبلاً مختلفًا” لغزة، وأنها توفر لإسرائيل فرصة تاريخية لضمان أمنها وتحقيق استقرار طويل الأمد في المنطقة. وأكد نتانياهو أن إسرائيل تدعم إعادة تشكيل غزة وفق رؤية جديدة، مشيرا إلى أن الخطة تتماشى مع أهداف إسرائيل الاستراتيجية. ورغم المعارضة الإقليمية والدولية، أبدى نتانياهو تفاؤله بأن ترامب سيمضي قدما في تنفيذها. خطة ترامب كشف ترامب خلال المؤتمر الصحفي عن معالم خطته، التي تقوم على 4 محاور رئيسية: 1. التهجير القسري: أكد ترامب أن الفلسطينيين يجب أن يغادروا غزة إلى أماكن أخرى، مشيرًا إلى أن "زعيمي مصر والأردن سيقدمان الأرض اللازمة لتوطينهم"، رغم رفض البلدين العلني للخطة، مؤكدا أن الخطة يجب أن تُنفَّذ لضمان "مستقبل أفضل" للمنطقة. 2. التهديد باستخدام العنف: لوّح ترامب باتخاذ إجراءات عسكرية في حال عرقلة خطته، قائلاً: "إذا لم يحدث ذلك، فسيجعلنا ذلك أكثر عنفًا". كما أشار إلى احتمال نشر قوات أميركية لدعم إعادة الإعمار، ما أثار تساؤلات حول مدى إمكانية تدخل عسكري أميركي مباشر في غزة. 3. السيطرة الأميركية على غزة: أعلن ترامب أن الولايات المتحدة "ستتولى السيطرة على غزة وتمتلكها"، مضيفا أن بلاده ستكون مسؤولة عن إزالة القنابل غير المنفجرة وتفكيك البنية التحتية العسكرية. وأكد أن غزة "يجب أن تُسوَّى بالأرض" قبل إعادة إعمارها وفق نموذج اقتصادي جديد. 4. إعادة الإعمار وفق معايير أميركية: شدد ترامب على أن إعادة بناء غزة يجب أن تتم "بدون سكانها الحاليين"، مؤكدًا أن المنطقة يمكن أن تصبح "ريفييرا الشرق الأوسط". وأضاف أنه يتصور أن يستقر فيها "أناس من جميع أنحاء العالم" بعد تنفيذ الخطة. الرفض الفلسطيني في رد قوي على تصريحات ترامب ونتانياهو، شدد السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور على أن الفلسطينيين لن يغادروا غزة، قائلاً: "وطننا هو وطننا، وإذا دُمر جزء منه، فإن الشعب الفلسطيني اختار العودة إليه"، مضيفا أن المجتمع الدولي يجب أن يحترم إرادة الفلسطينيين، رافضا أي محاولات لفرض واقع جديد بالقوة. وأكد منصور أن الفلسطينيين يصرون على حقهم في البقاء في وطنهم، قائلاً: "إذا كان هناك من يريد إرسالنا إلى مكان آخر، فدعهم يعيدوننا إلى منازلنا الأصلية داخل إسرائيل. هناك أماكن جميلة، وسيكونون مسرورين بعودتنا إليها". وأشار إلى أن أكثر من 1.9 مليون فلسطيني نزحوا بسبب الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من 15 شهرًا، ولكنهم عادوا بأعداد كبيرة إلى مناطقهم المدمرة بمجرد إعلان وقف إطلاق النار، في تحدٍّ واضح للمخططات التي تسعى لاقتلاعهم من أرضهم.(وكالات)