العلاقات الفرنسية الجزائرية ليست في أفضل حال، كما نرى تعود الخلافات بين الجانبين لتتصدر المشهد من جديد وتتصاعد، بعد أزمة قائمة ترحيل جزائريين غير مرغوب بهم من فرنسا، في ظل رفض جزائري باعتبارهم "أشخاص خطرين"، لكن ما هي حيثيات هذه الأزمة؟
الجزائر ورقة انتخابية؟
النائب في البرلمان الجزائري د. علي ربيج وعبر برنامج المشهد الليلة، وصف القرارات الفرنسية بالمتخبطة تجاه الجزائر، يلفها الغموض والفوضى والصراع والتداخل في الصلاحيات داخل مصنع القرار الفرنسي وقصر الإليزيه، مؤكداً أن الجزائر اليوم أصبحت ورقة انتخابية يتم الترويج إليها من التيار اليمين المتطرف للوصول إلى القصر، ومنتقداً في الوقت ذاته الإجراءات التي تمس تنقل الأشخاص بين الجزائر وفرنسا مرتبطة بمعاهدات واتفاقيات موقعة من قبل الجانبين، وكذلك التشديد المراقبة على السفن والطائرات.
المتحدث الرسمي باسم حزب الاستعادة الفرنسي د. جان مسيحة كان له موقف آخر من تصريحات النائب الجزائري، حيث أكد لـ"المشهد" أن فرنسا غير مخطئة بحق الجزائر في المرحلة الحالية، متهما الحكومات الجزائرية المتعاقبة بسعيها الحثيث لزرع الكراهية في نفوس شعبها ضد فرنسا لكراهية لفرنسا، وتستخدمها كورقة لضبط الأوضاع الداخلية واستمالة الشعب لمصلحة أفكارها.
الجزائريون ونسبة الجرائم في فرنسا
جرائم الجزائريين في فرنسا كانت حاضرة خلال الحوار، حيث أكد مسيحة أن نسبة الجريمة المرتكبة من قبل الجزائريين حصرا في فرنسا تخطت الـ30%، وخصوصا من المهاجرين غير الشرعيين، ليأتي رد ربيج سريعاً لرفض هذه التصريحات محاولاً نفيها، لولا تذكير مسيحة له بأن مصدر هذه النسب جاء من صحيفة لوفيغارو الفرنسية وليس من بنات أفكاره، ليرد عليه النائب الجزائري باستنكار وتساؤل، كيف يتحدث عن جرائم الجزائريين في الداخل الفرنسي ويتجاهل دور الأطباء الجزائريين مثلاً في معالجة الفرنسيين، ليرد عليه مسيحة بأن الفصل بين المواضيع أهم من خلطها، مشيراً إلى أنه في حالة تبادل الأدوار، لا يمكن للجزائريين أن يقبلوا بذلك.الداخلية الفرنسية: لا نريد الحرب
التصعيد الأخير بدت ملامحه مع خطة فرنسية جديدة تتضمن 15 إجراء للرد على رفض الجزائر استقبال المهاجرين، كما بدأت فرنسا تعليق اتفاقيات 2007 الخاصة بالتأشيرات للمسؤولين الجزائريين، بالإضافة إلى فرض قيود على دخول شخصيات سياسية واقتصادية، لكن ما كان ملفتاً في ظل الأزمة المستمرة بين الجانبين، تصريحات وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو، أن بلاده لا تريد الحرب مع الجزائر، إلاّ أن الأخيرة ترى عدم اتباع فرنسا للبروتوكول المتفَق عليه معتبرة الخطوة الفرنسية أحادية الجانب.ووسط هذه الأحداث وعلى مستوى أكثر رمزية اعتبرها كثيرون استفزازية، تتعالى أصوات حول اقتراح قيام باريس بتعيين الكاتب الفرنسي بوعلام صنصال المعتقل في الجزائر منذ 16 نوفمبر الماضي، بمنصب "سفير فرنسي" لدى اليونسكو كما يشاع، إضافة إلى تعزيز الرقابة الحدودية وتكثيف التفتيش على السفن القادمة من الجزائر إلى فرنسا، وقد تتخذ باريس إجراءات صارمة ضد القنصليات، ربما تصل إلى إغلاق نحو 20 من القنصليات الجزائرية في فرنسا، وفق ما أشارت إليه صحيفة لوفيغارو الفرنسية.
(المشهد)