موازنة وكالة الأونروا في لبنان السنويّة تصل إلى نحو 1.6 مليار دولار، منها نفقات كلفة تشغيلية عادية والبالغة 820 مليون دولار، وبرامج وأشغال طارئة بكلفة 780 مليون دولار. الوكالة تلعب دوراً كبيراً في إعانة اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات لبنان ورغم إعلان الولايات المتحدة الأميركية وعدد من الدول الغربية وقف دعمها، فإن الدولة اللبنانية شبه غائبة.ومقابل مساعي رئيس الحكومة اللبنانيّة نجيب ميقاتي إجراء "اتصالات مكوكية" مع الدول المانحة بغرض استثناء لبنان من توقيف دعم وكالة الأونروا، دعوة من وزير الشؤون الاجتماعية هكتور الحجار إلى ميقاتي ووزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب ورؤساء الأحزاب والمسؤولين الدينيين والسياسيين إلى أخذ إجراءات ضد القرار الأممي المجحف بحق لبنان، لا فقط الاكتفاء باتصالات وإنما الذهاب إلى تحرك يقود إلى مواقف سيادية وواضحة لا لبس فيها."خسارة لبنان واستبدال شعبه"دعوة وزير الشؤون الاجتماعية هكتور الحجار هذه أتت في حديث خاص مع منصة "المشهد"، متحدثاً عن مشروع أممي لتحميل لبنان هذه الأعباء لزعزعة الاستقرار الاجتماعي والوصول إلى تسوية والضغط على لبنان من أجل التوطين والقبول بشروط معينة. وأكد الحجار أنه منذ اليوم الأول قال إن هناك خطة لتحميل لبنان أعباء النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين، معتبراً أن الإدارة اللبنانية لهذا الملف إدارة سيئة جداً. وشدّد الحجار على ضرورة عدم تدوير الزوايا في هذا الملف لأننا "نخسر لبنان"، وقال: "يخسّروننا لبنان بطريقة تصاعدية وكل ما حققناه من أجل هذا البلد سنخسره ونستبدل شعبه".ولفت الحجار إلى أن الأونروا في لبنان: تهتم بـ250 ألف لاجئ فلسطيني، وتقدم لـ200 ألف فلسطيني الطبابة والدواء، ولـ600 فلسطيني العناية جراء إصابتهم بالسرطان.كما تهتم بـ12 مخيما وتعالج ملف النفايات تعنى بـ80% من الفلسطينيين تحت خط الفقر بالمخيمات. إلى جانب الدعم المادي للمخيمات والـCash Assistance Management Systems. وهناك 40 ألف طالب يتعلمون بمدارس الأونروا. 3500 موظف في الوكالة موجودون لإدارة أعمالها وأهميتها هنا خدمة الفلسطينيين من أجل عودتهم. وأوضح الحجار أن وقف دعم وكالة الأونروا في لبنان قرار سياسي متلازم مع مجموعة قرارات وهذا هو الطابع نفسه في ملف النازحين السوريين "التملص" من الالتزامات تجاههم، "التملص" من المساعدات للأسر الأكثر فقراً وشح التمويل 80%، التملص من دعم الحصص الغذائية للبنانية من الـ75000 إلى 39000 حصة. وأضاف: "كل هذا يحصل في وقت دقيق يمر به لبنان، والدولة لا قدرة لها على تحمل ذلك ولا أن تحمل على عاتقها هذا الملف وهذه ليست أصلا من مسؤوليتها هذه مسؤولية أممية 100%."قرار خطير جدا"وناشد الحجار المجتمع العربي أن يبادر لتسكير هذه الثغرة وأن يضغطوا لوقف هذا القرار، محذرا من انعدام الاستقرار الاجتماعي ما سيؤدي إلى مواجهات في المناطق المحيطة في المخيمات والمشكلة الأكبر ستكون بين اللبنانيين والسوريين.وفي وقت تصل نفقة الأونروا في لبنان 260 مليون دولار سنوياً، أكد الحجار على عدم قدرة للبنان على تخصيص مليون للاجئين الفلسطينيين.ومن القاهرة كان لمنصة "المشهد" حديث مع عضو اللجنة الشعبية الفلسطينية في لبنان عدنان الرفاعي، الذي اعتبر أن القرار خطير جداً وتأثيراته لن تكون فقط على غزة وإنما على لبنان وسوريا والأردن والضفة والقدس الشرقية ويتأثر التمويل بحوالي 440 مليون دولار في هذه الدول، والدول التي علقت التمويل قدمت لنا 86% العام الماضي من ميزانية الأونروا. وحذّر الرفاعي أن ما تملكه الوكالة من تمويل يكفي حتى بداية شهر مارس المقبل، مشيرا إلى أن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان سيتأثرون بطبيعة الحال والتأثيرات خطيرة وقد تضطر الوكالة إلى تعليق عملياتها في حال لم يتقدم عدد من الدول المانحة من تقديم مساعدات إضافية أو لم تجدد الدول التي علقت التمويل تمويلها.عدد الفلسطينيين في لبنانتتفاوت أعداد الفلسطينيين في لبنان، فقد بلغ عدد المسجّلين لدى الأونروا 489،293 فلسطينيًا، بينما بلغ العدد وفقًا للجنة الحوار اللبناني الفلسطيني 175 ألفًا في العام 2017 بعد مسح أجرته إدارتا الإحصاء المركزي اللبناني والفلسطيني. تهتمّ الأونروا بـ200 ألف فلسطيني موزّعين في المخيمات الفلسطينية الـ12 في لبنان، كما يلي: عين الحلوة: 50,000الميّة وميّة: 4,500الرشيديّة: 27,500البصّ: 9,500البرج الشمالي: 19,500 برج البراجنة: 16,000صبرا وشاتيلا: 8,500مار إلياس (بيروت): 600البارد: 27,000البدّاوي: 16,500ويفل (بعلبك): 8,000ضبيّة: 4,591يذكر أنه في 30 يناير 2023، أعلنت كل من الولايات المتحدة الأميركية، بريطانيا، أستراليا، إيطاليا، فنلندا، ألمانيا، النمسا، واليابان وقف تمويل الأونروا. وتُقدّر مساهمات هذه الدول بنحو 1.2 مليار دولار أي ما نسبته 75% من إجمالي النّفقات، وبالتالي فإنّ عمل الأونروا سيتأثّر بشكل كبير في لبنان كما في دول أخرى بما فيها المخيمات في فلسطين، إنّما في لبنان قد يعتبر البعض وقف التمويل اتّجاها نحو التوطين.وعقب الحرب العربية - الإسرائيلية عام 1948وما رافقها من طرد لمئات آلاف الفلسطينيين من ديارهم، صدر قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الرقم 302 في 8 ديسمبر 1949 بإنشاء وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، التي باشرت عملها في مايو 1950.(المشهد)