لا تزال اعترافات أبرز القادة الإسرائيليين عن إخفاقات الجيش الإسرائيلي في السابع من أكتوبر تتوالى يومًا بعد يوم. وبالفعل، شهدت إسرائيل موجة كبيرة من الاستقالات والإقالات، التي وُصفت بـ"غير المسبوقة" في تاريخها، في صفوف كبار المسؤولين الأمنيين والعسكريين، الذين اعترف أغلبيتهم بشكل واضح بإخفاقات حرب 7 أكتوبر وبفشل المنظومة العسكرية والأمنية في توقع هذا الهجوم "الأقوى" في تاريخ تل أبيب، أو التصدي له.وعلى عكس كافة القادة الإسرائيليين الذين اعترفوا بإخفاقاتهم في 7 أكتوبر، يرفض نتانياهو حتى هذه اللحظة، الاعتراف بأنه مسؤول أيضًا عما حدث، كما لا يزال يرفض طلب أكثر من 80% من الإسرائيليين، بتشكيل لجنة تحقيق حكومية في أسباب حرب غزة الأخيرة، لأنه يعلم بحسب المراقبين، "أنه سيُدان".خريطة الإقالات والاستقالاتإليكم قائمة المسؤولين الإسرائيليين الذين كانوا في يوم 7 أكتوبر: بنيامين نتانياهو: رئيس الحكومة الإسرائيلية، والذي لا يزال على رأس الحكومة، ويرفض بشكل قاطع الاعتراف بإخفاقات حكومته في السابع من أكتوبر، على الرغم من معارضة الرأي العام الإسرائيلي لسياسته خلال حرب غزة واتهامه بتعريض حياة الأسرى للخطر وعدم الاكتراث بهم، نتيجة سياسته المتطرفة.رئيس جهاز الشاباك رونين بار: أقاله نتانياهو يوم أمس الأحد، وشكلت إقالته صدمة في الأوساط الإسرائيلية حيث اعتُبرت تهديدًا صارخًا للديمقراطية في إسرائيل، كما شكلت إقالته سابقة هي الأولى من نوعها في التاريخ الإسرائيلي، حيث قرر بنيامين نتانياهو إقالته من دون اللجوء إلى تشكيل لجنة تحقيق إسرائيلية رسمية. من جهته، أشار بار بنفسه منذ فترة طويلة، إلى أنه يخطط للاستقالة قبل نهاية فترة ولايته التي استمرت 4 سنوات على رأس "الشاباك"، بسبب مسؤوليته الشخصية عن إخفاقات حرب 7 أكتوبر.وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت: أقاله نتانياهو في تاريخ 5 نوفمبر الماضي، بعد وقوع خلافات حادة بينهما، بشأن إدارة حرب غزة وتبادل الأسرى. وبرر نتانياهو آنذاك قرار إقالته لغالانت واصفًا ما جرى بينهما بـ"أزمة ثقة" نشأت تدريجيًا بعد حرب 7 أكتوبر، ولم تسمح بأن تتم إدارة الحرب بشكل طبيعي، مشيرًا إلى هذه الأزمة جعلت من "غير الممكن" استمرار إدارة حرب غزة على هذا النحو.رئيس الأركان هرتسي هاليفي: دخلت استقالة هاليفي حيز التنفيذ في تاريخ 6 مارس الجاري، حيث أعلن عن تحمله المسؤولية عن الفشل الذريع للجيش الإسرائيلي في حرب 7 أكتوبر 2023، واعترف بفشل الجيش في مهمة الدفاع عن إسرائيل.قائد المنطقة الجنوبية يرون فنكلمان: أعلن استقالته في أوائل العام الحالي، حيث أكد في بيان الاستقالة عن تحمله للمسؤولية الكاملة عن إخفاقات 7 أكتوبر. رئيس قسم العمليات عوديد بوسيك: تقدم باستقالته في 4 مارس الحالي من العام 2025، بعد تحقيقات كشفت عن ما وُصف بـ"إخفاقات جسيمة" خلال حرب 7 أكتوبر. رئيس الاستخبارات العسكرية "أمان" أهارون هاليفا: ترك منصبه قبل نحو عام، بعد اتهامه بإخفاقه في منع الهجوم الذي شنته حركة "حماس" على إسرائيل في 7 أكتوبر، حيث قال "شعبة الاستخبارات تحت قيادتي الشخصية لم تف بتاتًا بالمهمات الموكلة إليها، وأحمل ذلك التاريخ الأسود معي يومًا بعد يوم وليلة بعد ليلة، كما سأحمل معي هذا الألم الرهيب إلى النهاية".قائد فرقة غزة آفي روزنفيل: أعلن عن استقالته من منصبه في يونيو الماضي، بعد أن فشلت فرقة غزة في صد هجوم 7 أكتوبر، وغادر منصبه بشكل فعلي في أوائل سبتمبر الماضي. هل يستقيل نتانياهو؟وأخيرًا، تبقى الأنظار متجهة نحو رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو بأغلبية ساحقة، حيث أشارت أغلبية استطلاعات الرأي العام في إسرائيل، أنّ نتانياهو ينبغي أن يستقيل، بسبب مسؤوليته الشاملة عن أهوال 7 أكتوبر. وعلى عكس بار ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق هرتسي هاليفي الذي استقال مؤخرًا وقادة آخرين، يرفض نتانياهو الاعتراف بأنه مسؤول أيضًا عما حدث في 7 أكتوبر. وما زاد الطين بلة، أنه رفض طلب أكثر من 80% من الإسرائيليين، بتشكيل لجنة تحقيق حكومية في أسباب 7 أكتوبر، لأنه يعلم أنه "سيُدان".(المشهد)