أعلن المفوّض العام للأونروا فيليب لازاريني الثلاثاء، أنّ وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيّين، باتت تواجه "مأساة ثلاثية" منذ بدأت إسرائيل تشن غارات مكثفة ضد "حزب الله" في لبنان، لأنّ هذا التصعيد زاد من الأعباء الثقيلة الملقاة على عاتقها من جرّاء الحرب في غزة والأوضاع بالضفة الغربية. وقال لازاريني في مقابلة أجرتها معه وكالة فرانس برس على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك: لدينا أصلًا غزة، ولدينا أصلًا الضفة الغربية، لذلك لدينا مسرحان للعمليات أصبحا خطوطًا أمامية نشطة، والآن لدينا أيضًا لبنان. الوكالة التي تعاني أصلًا عجزًا ماليًا حادًّا، باتت بفعل التصعيد الراهن بين إسرائيل و"حزب الله" ترزح تحت ضغوط إضافية. الغارات الإسرائيلية الكثيفة التي يتعرّض لها لبنان منذ الاثنين، جعلت من هذا البلد منطقة عمليات نشطة ثالثة تضاف إلى منطقتَي غزة والضفة. هذا يعني أنّ 3 مناطق عمليات ستصبح حالات طوارئ إنسانية، الوضع مأساة ثلاثية. الخوف هو أنّنا نتّجه نحو حرب شاملة. هناك قلق آخر يتمثّل في أن تصبح أجزاء من لبنان مثل غزة. تحوّل لبنان إلى منطقة عمليات جديدة للأونروا سيضع ضغوطًا أكبر علينا، الاحتياجات ستزداد وسنحتاج أيضًا إلى المزيد من الدعم من المانحين. نصف مليون نازح وتأسّست الأونروا في 1949 وهي وتقدّم للاجئين الفلسطينيّين في كلّ من غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا والأردن، خدمات عديدة من بينها خصوصًا التعليم والرعاية الصحية. وإزاء الغارات الإسرائيلية الكثيفة، أوقفت الأونروا بعض عملياتها في لبنان، إذ حوّلت بعضًا من مدارسها إلى ملاجئ لمئات اللبنانيّين الذين نزحوا من جنوب البلاد، حيث تتركز الضربات الجوية. والثلاثاء، أعلن وزير الخارجية اللبنانية عبد الله بوحبيب، أنّ عدد النازحين اللبنانيّين بسبب التصعيد الراهن بين إسرائيل و"حزب الله"، يقترب من نصف مليون نازح. وعبّر وزير الخارجية اللبنانية عن خيبة أمله الثلاثاء، إزاء تصريحات الرئيس الأميركيّ جو بايدن بشأن الأزمة المتصاعدة بين لبنان وإسرائيل، لكنه قال إنه يأمل في أن تتمكن واشنطن من التدخل للمساعدة. وقال حبيب عن خطاب بايدن في الأمم المتحدة خلال فعالية استضافتها مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي: لم يكن قويًا ولا مبشرًا ولن يحلّ هذه المشكلة. الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي يمكنها حقًا إحداث فارق في الشرق الأوسط وفي ما يتعلق بلبنان. التطورات الأخيرة دفعت ما يقدّر بنحو نصف مليون شخص إلى النزوح داخل لبنان. رئيس الوزراء اللبنانيّ يأمل في الاجتماع بمسؤولين أميركيّين خلال اليومين المقبلين.وبعد نحو عام من الحرب على حركة "حماس" في قطاع غزة، حولت إسرائيل تركيزها من القطاع إلى الحدود الشمالية، حيث تطلق جماعة "حزب الله" صواريخ على إسرائيل لمساندة حليفتها "حماس". وتقول إسرائيل إنّ نحو 70 ألف إسرائيليّ اضطروا لترك منازلهم في شمال إسرائيل.وسعى بايدن في كلمته إلى تهدئة التوتر، وقال إنّ الحرب الشاملة ليست في مصلحة أيّ طرف، وأبلغ الجمعية العامة للأمم المتحدة المؤلفة من 193 عضوًا أنّ الحل الدبلوماسيّ لا يزال ممكنًا.وأشار بو حبيب إلى أنّ الحكومة الإسرائيلية لا تسعى بجدية إلى نهاية للقتال عبر التفاوض، وتهدف بدلًا من ذلك إلى الفوز في ساحة المعركة.(وكالات)