أكدت وسائل إعلام رسمية لبنانية اليوم السبت مقتل شخص وإصابة 3 آخرين في ضربة جوية إسرائيلية على قرية في جنوب لبنان، بعد استهداف إسرائيل لبلدات ردا على إطلاق صواريخ عبر الحدود. وقال الجيش الإسرائيلي إنه ضرب عشرات منصات إطلاق الصواريخ في لبنان ردا على إطلاق صواريخ من الجنوب على شمال إسرائيل. وأضاف في بيان "قبل فترة وجيزة، ضرب الجيش الإسرائيلي عشرات منصات إطلاق الصواريخ لـ"حزب الله" ومركز قيادة كان مسلّحو الحزب ينشطون منه في جنوب لبنان". واستهدفت سلسلة غارات إسرائيلية اليوم مرتفعات الريحان وإقليم التفاح والجوار في جنوب لبنان. وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في وقت سابق اليوم اعتراض 3 صواريخ من بين 5 تم إطلاقها من لبنان على بلدة المطلة الحدودية. لبنان يحذّروإزاء ذلك، اعتبر الرئيس اللبناني جوزيف عون ما جرى في جنوب لبنان محاولة لاستدراج البلاد مُجددًا إلى دوامة العنف، وذلك في أول تعليق له على إطلاق صواريخ من الأراضي اللبنانية تجاه إسرائيل وما أعقبه من قصف إسرائيلي على لبنان.وقال عون إن ما حصل اليوم في الجنوب، وما يستمر هناك منذ 18 فبراير الماضي، يُشكل اعتداءً متمادياً على لبنان وضرباً لمشروع إنقاذه الذي أجمع عليه اللبنانيون، وفق وسائل إعلام لبنانية.ودعا الرئيس اللبناني القوى المعنية في الجنوب اللبناني كافة، وخصوصا لجنة المراقبة المنبثقة، والجيش إلى متابعة ما يحدث بجدية قصوى لتلافي أي تداعيات، وضبط أي خرق أو تسيّب يمكن أن يهدد البلاد في هذه الظروف الدقيقة.كما طلب عون من قائد الجيش اتخاذ الإجراءات الميدانية الضرورية للمحافظة على سلامة المواطنين، والتحقيق لجلاء ملابسات ما حصل. فيما حذّر رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام من تجدد العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية للبلاد مع إسرائيل، وذلك بعد ورود تقارير عن إطلاق صواريخ من الجنوب نحو تل أبيب. وطلب سلام، من وزير الدفاع اتخاذ الإجراءات الأمنية والعسكرية اللازمة، مؤكدا أن الدولة وحدها هي من تمتلك قرار الحرب. إلى ذلك، أعلنت مصادر في "حزب الله" اليوم السبت التزام الحزب باتفاق وقف اطلاق النار.وقالت المصادر لوسائل إعلام لبنانية: "الحزب ملتزم بقرار الدولة ولم يخرج عن هذا الالتزام منذ اتفاق وقف إطلاق النار". ردّ فعل ومن هنا، قال العميد المتقاعد جوني خلف إن التطوّر الذي حصل في منطقة المطلّة الحدودية "مفاجئ" إلا أنه لا يجب وضعه في "دائرة الخطر". وأضاف خلف في تصريحات لمنصة "المشهد" أن ما جرى من الممكن أن يكون ردة فعل من قبل عناصر "حزب الله" أو غيره. وأكد أن الحزب لم يتبنّ إطلاق تلك الصواريخ، حيث إن هناك تعتيما إعلاميا بهذا الموضوع والجيش يعمل على التحقق من المنصات التي أُطلقت منها هذه القذائف. وشدد خلف على أن الرئيس اللبناني جوزيف عون طلب من قائد الجيش التدخل ودعا عناصر الجيش الموجودين على الحدود في الجنوب لمزيد من الحذر واليقظة. وشكّك في أن تتطوّر الأمور أكثر من ذلك، معتبرا أن ما جرى هو رد فعل و"إثبات وجود لـ"حزب الله" أنه لا يزال موجودا بهذه المناطق ويقوم بالردّ على كافة الخروقات الإسرائيلية التي لم تتوقف منذ اتفاق وقف إطلاق النار" في نوفمبر الماضي. ولفت إلى إلى أن الخروقات الإسرائيلية طالت جنوب لبنان ومناطق غير لبنانية أيضا، مبينا أن آخر المعلومات تشير إلى أنه "لا يوجد أي تطور ميداني على الأرض". وشدد خلف على أن الجيش اللبناني يواصل انتشاره في جنوب لبنان وهو حريص على استتباب الأمن وتطبيق الاتفاق الموقّع مع إسرائيل. تغيير قواعد اللعبة كما أكد خلف أن الجيش الإسرائيلي لم يوقف حربه على لبنان في الجنوب اللبناني، وإنما "غيّر قواعد اللعبة". وأضاف أن الجيش الإسرائيلي حاصر عسكريا مناطق عدة في بيروت في ظل فراغ رسمي في لبنان. وقال خلف:اليوم بات هناك رئيس للجمهورية ودولة في لبنان.نحن ذاهبون باتجاه السلام وليس الحرب.هناك وعد أميركي للرئيس اللبناني بعدم توسّع جبهة الجنوب أكثر مما هي عليه اليوم.وأشار إلى أن التقارير الإسرائيلية واضحة بالنسبة للوضع في لبنان، وهي أولا نزع سلاح "حزب الله" من جنوب الليطاني وكامل الأراضي اللبنانية وهو أمر يحتاج إلى وقت لتنفيذه. وشدد خلف على أن إسرائيل لا تعي أن تنفيذ هذا الأمر لا يتم بشكل سريع في لبنان، مشيرا إلى أن البيان الوزاري التي وضعته الحكومة اللبنانية أوضح تشكيل لجنة عسكرية وإستراتيجية دفاعية لدراسة مختلف الثغرات الأمنية الحاصلة حاليا. وكشف أن الجيش اللبناني حريص على عدم توسع الجبهة كما أن إسرائيل "لا مصلحة لها" بحرب أوسع مع لبنان. وجدّد خلف التأكيد على أن التصعيد الأخير كان مفاجئا لجميع الأوساط السياسية والعسكرية لأن "حزب الله" لا يزال ملتزما بوقف إطلاق النار خلال الشهرين الماضيين. تغييرات في الشرق الأوسط واعتبر خلف أن ما يجري لا علاقة له بأي حديث عن تغيير في منطقة الشرق الأوسط، مبينا أن الوضع العام في المنطقة متدهور في ظل ضبابية المشهد في سوريا، وما يجري في اليمن مع مواصلة "الحوثيين" إطلاق الصواريخ الباليستية على إسرائيل، مع الملف النووي الإيراني وعلاقته بأميركا. وأشار إلى أن جميع هذه الملفات ما زالت عالقة ولا حلول لها في الشرق الأوسط. وقال خلف: "من الممكن حدوث انتكاسات أمنية في الوقت الضائع ولكنها لا تؤسس لحرب كبيرة. هناك تحضير ومؤشرات ولكن القرار الدبلوماسي والسياسي يمكن أن يكون أقوى من قرار الحرب". قواعد اشتباك جديدة إلى ذلك، قال الخبير العسكري والإستراتيجي نضال أبوزيد إن قصف شمال إسرائيل في منطقة المطلة من جنوب لبنان، على ما يبدو هو مؤشر مرتبط بالانتهاكات الإسرائيلية لوقف إطلاق النار والتجاوزات في لبنان وليس مرتبطا بما يحدث في غزة. وأضاف أبوزيد في حديثه لـ"المشهد" أن قصف المطلة لا يعني بالضرورة أن القتال سيعود بين إسرائيل و"حزب الله" بقدر ما قد يعني تغير في قواعد الاشتباك يفرضه الحزب من أجل إجبار الحكومة الإسرائيلية على الالتزام بالاتفاق على أقل تقدير. ولفت إلى أن توفر القدرة بقصف شمال إسرائيل مؤشر يزعج حكومة اليمين المتطرف التي قالت إنها أنهت قدرات وإمكانيات "حزب الله" على تهديد مستعمرات الشمال. وأضاف أبو زيد "يعني ذلك أن قدرات الحزب لا تزال موجودة ومقاتلوه قادرون على التكيف مع قواعد الاشتباك الحديدة التي قد تعني عمليات استنزاف طويلة ترهق سكان بلدات شمال إسرائيل وتمنع عودتهم إليها أكثر مما هي عودة للقتال بين "حزب الله" وإسرائيل".(المشهد)