في تطور لافت، ألقت قوات الأمن العام في الإدارة السورية الجديدة القبض على العميد عاطف نجيب ابن خالة بشار الأسد الرئيس السوري السابق، والذي عمل رئيس فرع الأمن السياسي في درعا سابقا.ويأتي الاعتقال بعد محاولة نجيب الفرار من البلاد مع مجموعة من الضباط السابقين. ويُعد عاطف نجيب ابن خالة بشار الأسد أحد أكثر الشخصيات المثيرة للجدل، حيث ارتبط اسمه بجرائم وحشية ضد المدنيين، وكان أحد الأسباب المباشرة لاندلاع الثورة السورية عام 2011. عملية تعقب وكمين محكمكشف مدير الأمن العام في اللاذقية مصطفى كنيفاتي، أن عملية تعقب عاطف نجيب ابن خالة بشار الأسد استمرت لأكثر من 10 أيام، بدأت بعد رصد تحركاته أثناء انتقاله من دمشق إلى ريف جبلة في محاولة للتخفي. وبعد مراقبة دقيقة، تم نصب كمين له بالقرب من بلدة الحفة، مما أدى إلى اعتقاله بنجاح. وأوضح كنيفاتي أن عاطف نجيب ابن خالة بشار الأسد متورط في جرائم جسيمة بحق الشعب السوري، وتم تسليمه للجهات المعنية لمحاكمته، في إطار جهود السلطات الجديدة لمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات خلال السنوات الماضية.من هو عاطف نجيب ابن خالة بشار الأسد؟ينتمي عاطف نجيب لعائلة الأسد الحاكمة، حيث إن والدته فاطمة مخلوف هي شقيقة أنيسة مخلوف، والدة بشار الأسد. وبدأ مسيرته العسكرية كضابط عادي لكنه حصل على ترقيات، متنقلًا بين عدة أفرع أمنية حتى أصبح رئيس فرع الأمن السياسي في درعا حتى عام 2011. في مارس 2011، كتب مجموعة من الأطفال في درعا على جدران مدرستهم عبارة "إجاك الدور يا دكتور"، في إشارة إلى المطالبة برحيل بشار الأسد. ولم يتخيل هؤلاء الأطفال أن عبارتهم البسيطة ستشعل الثورة السورية.أمر عاطف نجيب ابن خالة بشار الأسد باعتقال الأطفال وتعذيبهم بوحشية، حيث تم اقتلاع أظافرهم وتعريضهم لمعاملة قاسية.لم يكتفِ بذلك، بل وجه إهانات جسيمة لوجهاء درعا ونساء المنطقة، ما أثار غضبًا شعبيًا عارمًا.خرجت مظاهرات غاضبة تطالب بمحاسبته، لكن النظام اكتفى بنقله إلى فرع الأمن السياسي في إدلب ومنعه من السفر. من الإفلات إلى الاعتقال اختفى عاطف نجيب ابن خالة بشار الأسد عن المشهد منذ عام 2012 بعد إدراجه ضمن قائمة عقوبات البيت الأبيض على نظام الأسد، لكنه عاد للواجهة بعد سقوط النظام في 8 ديسمبر 2024 وفرار بشار الأسد إلى روسيا. بعد انهيار نظام الأسد، أطلقت الإدارة السورية الجديدة حملة واسعة لاعتقال المتورطين في جرائم الحرب، وتمكنت حتى الآن من إلقاء القبض على عشرات الضباط والمسؤولين السابقين، وكان عاطف نجيب ابن خالة بشار الأسد من أبرز المطلوبين. وأكدت السلطات الأمنية أن المحاسبة مستمرة، ولن يُفلت أي شخص متورط بجرائم ضد الشعب السوري من العقاب، فيما وصفت صحيفة "الوطن" اعتقال عاطف نجيب ابن خالة بشار الأسد بأنه "خطوة نحو تحقيق العدالة"، مشيرة إلى أن محاكمته ستكون محطة فارقة في تاريخ سوريا الجديدة. اعتقال عاطف نجيب ابن خالة بشار الأسد يمثل نهاية عهد الإفلات من العقاب، لكنه يفتح الباب أمام تساؤلات كثيرة حول مدى قدرة السلطات الجديدة على تقديم جميع المتورطين للمحاكمة.هل ستتم محاكمته علنًا ليكون عبرة لكل من انتهك حقوق السوريين؟وهل ستمتد يد العدالة إلى جميع الشخصيات التي تورطت في الجرائم التي عاشها السوريون على مدار 14 عامًا؟الأيام القادمة ستكون حاسمة في رسم ملامح العدالة والمحاسبة في سوريا ما بعد بشار الأسد. (المشهد)