على مدى أشهر، توقع المسؤولون الإسرائيليون أن يطلق "حزب الله" آلاف الصواريخ والقذائف تجاه إسرائيل في الأيام الأولى من التصعيد الكبير في الصراع المستمر منذ فترة طويلة بين الجانبين، وأنّ نظام القبة الحديدية الإسرائيلي قد ينهار، وقد يلحق ضررًا بالغًا بالمطار الرئيسي في إسرائيل، وقد يحرم مئات الآلاف من الناس من الكهرباء.ولكن مع تصعيد إسرائيل للصراع على مدى الأيام الـ11 الماضية، بدءاً بتفجير آلاف أجهزة الاتصال التابعة لـ"حزب الله" وانتهاءً بمقتل زعيم "حزب الله" حسن نصر الله، فإن شيئاً من هذا لم يحدث.لقد أطلق "حزب الله" عدة مئات من الصواريخ يوميًا ردًا على ذلك، لكنه لم يقترب حتى من تنفيذ ذلك النوع من الرد الكبير الذي كان المسؤولون الإسرائيليون يتوقعونه - على الأقل ليس بعد.ويعتقد المسؤولون الإسرائيليون أنّ رد "حزب الله" الساحق لم يتحقق لسببين رئيسيين، بحسب شبكة "سي إن إن": قُتل كل كبار قادة حزب الله تقريباً، الأمر الذي ترك هيكل القيادة والسيطرة في حالة من الفوضى.أدت الغارات الجوية الإسرائيلية إلى إضعاف الكثير من البنية الأساسية العملياتية التي كان "حزب الله" يستخدمها لتنفيذ عمليات انتقامية كبيرة."استغلال الفوضى"وقال مسؤولون إسرائيليون إن البنية القيادية لـ"حزب الله" قد تقلصت وأصبحت المنظمة في حالة من الفوضى. فقد استهدفت جولة من 1600 غارة جوية يوم الاثنين ــ تلتها ضربات إضافية في الأيام الأخيرة ــ مستودعات أسلحة ومواقع إطلاق صواريخ كان من الممكن استخدامها لتنفيذ هجمات واسعة النطاق ومتزامنة.ولكن المسؤولين الإسرائيليين يقولون "إنهم يدركون أن حزب الله قادر على إعادة تجميع صفوفه، ومن المرجح أن يفعل ذلك". وقد أقرّ أحد المسؤولين الإسرائيليين بأنّ إسرائيل تدرك أنها لم تنجح في القضاء على كامل قدرات "حزب الله"، وأن كبار قادته يمكن استبدالهم.واستغلت إسرائيل الفوضى الداخلية داخل حزب الله خلال الساعات الـ24 الماضية، فنفذت عشرات الغارات الجوية على الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث يوجد للحزب وجود كبير.وقال الجنرالات الإسرائيليون إنهم يستعدون لشنّ هجوم بريّ على لبنان، ولكن ما إذا كان هذا الهجوم سوف يحدث أم لا لم يتم اتخاذ القرار بشأنه بعد.ويبقى أن نرى كيف سيعيد "حزب الله" تنظيم نفسه وما هو التوجيه الذي يتلقاه من إيران.(ترجمات)