يدخل الصراع في السودان شهره السادس وسط اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش يفيادة رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) في حين سقط في النزاع آلاف القتلى وملايين النازحين.وفي برنامج "المشهد الليلة" الذي يُبث على قناة "المشهد" أكد المدير السابق لمركز البحوث في الجيش السوداني أسامة عبد السلام أننا حاليا على بعد 5 أعوام من زوال النظام السابق في السودان.وأوضح عبد السلام أن "الدعم السريع" وطيلة الفترة السابقة من عمر الصراع الذي اندلع في أبريل الماضي، لم يحقق انتصارا حقيقيا داخل الخرطوم ولا خارجها. حكومة في الخرطوموأشار إلى أن قوات الدعم "تتحدث عن سيطرة. كانوا يتحدثون عن 90% إلى وقت قريب. المستشار السياسي للقوات بوسف عزت يتحدث عن أن هناك 90% من الخرطوم الآن تحت سيطرة الدعم السريع". وبين أنه إن كانت هذه الأرقام صحيحة "لماذا لم تشكل (قوات الدعم السريع) حكومة هناك؟". ولفت عبد السلام إلى أن "الدعم السريع" خسر المعارك الرئيسية في حي المدرعات والمهندسين، لم يتمكن من الاستيلاء على مطار استراتيجي واحد.وحول سيناريو تقسيم السودان، أوضح عبد السلام أنه "ليس هناك أي سيناريو لتقسيم السودان". وقال إن البرهان يمثل مجلس السيادة المعترف به دوليا، وهو الآن "بصدد السفر إلى واشنطن كممثل وحيد وشرعي للسودان". وأكد أن من مسؤوليات البرهان أن يكون هناك سلطة سياسية تمارس أعمال الدولة التي كانت معطّلة طيلة الأشهر الماضية. وأضاف عبد السلام: "الآن بعد أن عاد (البرهان) إلى بورتسودان، يجب أن يقوم بهامه الأخرى المتمثلة بالمسائل الاقتصادية والسياسية والخارجية، لأن الدولة لا تُدار فقط بالسلاح". وشدد على أن قائد الجيش اتجه إلى بورتسودان لتشكيل حكومة فيها التي من المتوقع أن تُعلن عقب عودته من نيويورك. وأوضح أن 17 ولاية في السودان لا توجد بها إشكالات أمنية كبيرة.سياسة الأرض المحروقة في السودانمن جانبه، قال مستشار قائد قوات الدعم السريع عمران عبد الله حسن إن ما يدور الآن في السودان هو سياسة الأرض المحروقة التي ابتعها النظام السابق. وأكد أن النظام السابق مكث في الحكم أكثر من 30 عاما ولم "يعمّر السودان وإنما عمّر نفسه"، وتوعّد الشعب السوداني بتدمير البلاد في حال لم يكونوا على رأس السلطة. وأوضح أنه في الأسابيع الماضية، عندما خسروا في معركة الشجرة والمدرعات، تعمدوا بعد ذلك إلى ضرب أحياء الخرطوم خصوصا في منطقة مايو، ومؤخرا خسروا معركة في القيادة العامة حيث أدى ذلك لأن يقصف النظام البنية التحتية في الخرطوم وأهم المنشآت في السودان. وفيما يخص تشكيل الحكومة في الخرطوم، أكد عمران أن تشكيلها ليست "غاية" لقوات الدعم السريع، مضيفا: "غايتنا إيقاف الحرب وإعادة السودانيين الهاربين من جحيم الحرب إلى بلادهم". وقال: "قلوبنا على الشعب السوداني الذي يموت ليل نهار"، وإن حديثه عن النظام السابق يقصد به البرهان أيضا.(المشهد)