قالت صحيفة "واشنطن بوست" إنّ إيران تشعر بالقلق من اندلاع مواجهة مباشرة مع أميركا، إذ حثت "حزب الله" اللبنانيّ والجماعات المسلحة الموالية لها، على ممارسة ضبط النفس ضد القوات الأميركية في المنطقة، وفقًا لمسؤولين تحدثوا للصحيفة.وأدت الحرب التي شنتها إسرائيل على "حماس" في غزة، إلى تأجيج الصراع بين الولايات المتحدة والقوات التابعة لإيران على جبهات متعددة. وقال الصحيفة الأميركية إنه مع عدم وجود أمل لوقف إطلاق النار في غزة، يمكن أن تواجه إيران الاختبار الأكثر أهمية حتى الآن، حول قدرتها على ممارسة نفوذها على هذه الميليشيات المتحالفة معها. وعندما شنت القوات الأميركية ضربات هذا الشهر على الجماعات المدعومة من إيران في اليمن وسوريا والعراق، حذّرت طهران علنًا من أنّ جيشها مستعد للردّ على أيّ تهديد، ولكن في السر، يحث كبار القادة على توخّي الحذر، وفقًا لمسؤولين لبنانيّين وعراقيّين تم إطلاعهم على المحادثات، وتحدثوا إلى صحيفة "واشنطن بوست" بشرط عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة المحادثات الحساسة. حذر مُتبادل بين واشنطن وطهران ويقول المسؤولون الأميركيون إنّ الرسالة ربما يكون لها بعض التأثير. وحتى يوم السبت، لم تهاجم الميليشيات المدعومة من إيران في العراق وسوريا، القوات الأميركية منذ أكثر من 13 يومًا، وهو هدوء غير عاديّ منذ بدء الحرب في غزة في أكتوبر. وأوقف المسلحون إطلاق النار حتى بعد مقتل مسؤول كبير في كتائب "حزب الله"، في غارة أميركية بطائرة من دون طيار في بغداد. وقال مسؤول أميركي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته: "ربما أدركت إيران أنّ مصالحها لا يتم خدمتها من خلال السماح لوكلائها بمهاجمة القوات الأميركية وقوات التحالف". وقالت الصحيفة، إنّ إدارة بايدن اتخذت نهجًا حذرًا مماثلًا مع إيران، إذّ شنت عشرات الضربات على وكلاء إيران في المنطقة في الثاني من فبراير – ردًا على مقتل 3 جنود أميركيّين في الأردن، لكنها لم تضرب داخل إيران. وفي الوقت نفسه، يضغط الدبلوماسيون الأميركيون على إسرائيل و"حماس" للاتفاق على وقف إطلاق النار في غزة. وخلال فترة توقف القتال التي تم التفاوض عليها في نوفمبر، انخفضت هجمات الجماعات المدعومة من إيران في جميع أنحاء المنطقة. إيران لا تريد الوصول إلى نقطة اللاعودة وللتأكيد على التوجيه الجديد، أرسلت إيران قادة عسكريّين ودبلوماسيّين في جميع أنحاء المنطقة للقاء المسؤولين المحلّيين وأعضاء الميليشيات. وقال مسؤول عراقيّ له علاقات وثيقة مع القوات المدعومة من إيران هناك: "إنّ إيران تبذل قصارى جهدها لمنع توسع الحرب والتصعيد من الوصول إلى نقطة اللاعودة". وتشكل الجماعات المدعومة من إيران ما يسمى "محور المقاومة"، وهو تحالف يضم كلًا من "حماس" في غزة، و"حزب الله" في لبنان، و"الحوثيّين" في اليمن، و"كتائب حزب الله" في العراق وسوريا، وتستخدمها طهران لنشر نفوذها في جميع أنحاء المنطقة وتكون بمثابة خط دفاع أماميّ ضد الولايات المتحدة وإسرائيل، بحسب الصحيفة. وعلى الرغم من أنّ هذه الجماعات تموّل وتدرّب من قِبل إيران، إلا أنّ هذه المجموعات تعمل بشكل مستقل وخارج جهاز الأمن الرسميّ في طهران، وقد سمح لهم هذا الترتيب بتعزيز أهداف السياسة الإيرانية مع عزل طهران عن المسؤولية المباشرة – والانتقام المحتمل – عن أفعالهم. وأشاد وزير الخارجية الإيرانية، حسين أمير عبد اللهيان، بالمجموعات خلال زيارة قام بها مؤخرًا لبنان، ووعد بمواصلة الدعم، وقال للصحفيّين في بيروت، إنّ إسرائيل تسعى إلى "إغراق الولايات المتحدة في مستنقع الحرب في الشرق الأوسط".لكن في السر، اعتمد المبعوثون الإيرانيون نبرة أكثر اعتدالًا، لقد أشادوا بـ"تضحيات حزب الله"، لكنهم حذروا من أنّ الحرب مع إسرائيل ستخاطر بمكاسب ثمينة في المنطقة. والتقى مسؤولون إيرانيون مع أعضاء من "حزب الله" هذا الشهر في لبنان، ولخّص أحد أعضاء "حزب الله" رسالة طهران: "نحن لسنا حريصين على إعطاء رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتانياهو أيّ سبب لشن حرب أوسع على لبنان أو في أيّ مكان آخر". تهديد مفاوضات الانسحاب الأميركي من العراق وفي العراق، كانت الرسالة مختلفة بعض الشيء، وقال المسؤولون الإيرانيون إنّ تجدد الصراع في العراق يهدّد بإضعاف الزخم وراء محادثات الانسحاب العسكريّ الأميركيّ من البلاد. لقد سعت إيران منذ فترة طويلة إلى إخراج القوات الأميركية من المنطقة، وسوف تنظر طهران إلى الانسحاب من العراق باعتباره نصرًا كبيرًا. وأعرب المسؤولون الأميركيون عن انفتاحهم على سحب بعض القوات من العراق، لكنهم أضافوا سرًا أنّ الحكومة العراقية تبدو قلقة بشأن الانسحاب الكامل، ويبدو أنها تريد استمرار المساعدة في مواجهة فلول"داعش".(ترجمات)