تتعرض الجبهة الشرقية في أوكرانيا لهجمات روسية قوية وسريعة خلال الفترة الماضية، ما يجعلها عرضة للسقوط أمام الجيش الروسي، فيما اشتكى عسكريون أوكرانيون من التفوق العسكريّ لموسكو.وبحسب تقرير لصحيفة "واشنطن بوست"، اضطرت الكتائب الأوكرانية إلى الانسحاب أمام الهجوم الروسي، إذ وصف جنود من وحدات عدة على طول الجبهة، التكتيكات الروسية بأنها محسنة هذا الصيف.وتقتحم القوات الروسية ساحات القتال في فرق صغيرة تقلل من احتمالية اكتشافها، وتجعل إطلاق النار صعبًا، بدعم مدفعيّ وطائرات مسيّرة.المساعدات الغربية غير كافيةكما حسنت روسيا اتصالاتها في ساحة المعركة، ما ساعد في تنسيق الهجمات. وقال الجنود الأوكرانيون إنّ الروس لديهم الأعداد الكافية للحفاظ على الضغط والمساعدات الغربية لا تعوّض العجز في المعدات.في الوقت نفسه، تواجه القوات الأوكرانية تحديات كبيرة منها تجديد وحداتها القتالية، بالإضافة إلى تركيز كييف على عملية التوغل داخل الأراضي الروسية في كورسك، بحسب الصحيفة.كانت الخسائر الأوكرانية كبيرة بشكل ملحوظ في العديد من الأماكن، بما في ذلك فوليدار، وهي قلعة صغيرة في جنوب دونيتسك، دافع عنها اللواء الآليّ 72 بقوة لمدة عامين تقريبًا من دون أيّ راحة.وقال ضابط في الوحدة، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، إنّ القوات التي تقاتل في المنطقة منهكة ولكنها عازمة.لكنّ وابل المدفعية في المنطقة يصل أحيانًا إلى 10 قذائف مقابل 1 لصالح روسيا، كما قال، ويمكن للقنابل الانزلاقية التي تُطلق دون معارضة من الطائرات النفاثة أن تدمر أقسامًا كاملة من خط الخنادق وأيّ شخص يعمل فيها.وأشار الضابط إلى أنّ قوات موسكو دفعت اللواء 72 إلى الوراء أكثر فأكثر، ما يعرّض القوات الأوكرانية للحصار.مكاسب روسية كبيرةمن جانبه، قال المحلل العسكريّ باسي باروينين، إنّ القوات الروسية اكتسبت أراضي في أغسطس وسبتمبر بوتيرة لم نشهدها منذ عام 2022.وكان الضغط محسوسًا في الغالب في منطقة دونيتسك الجنوبية. وقال باروينين إنّ القوات الروسية في تلك الفترة زادت من الأراضي المحتلة في جميع أنحاء أوكرانيا بمقدار 318 ميلًا مربعًا - نحو 268 منها تم المطالبة بها على طول الجبهة بين باخموت وفوهليدار.وأوضح أنّ أشد الخسائر في الأراضي حدثت من منتصف أغسطس إلى منتصف سبتمبر، تزامنًا مع التوغل الأوكرانيّ في منطقة كورسك الروسية.وقال الزميل في معهد أبحاث السياسة الخارجية روب لي، إنّ كورسك ربما أدت إلى استنزاف القوات الأوكرانية وتفاقم مشكلة القوى العاملة، والتي تعدّ بالفعل من بين التحديات الرئيسية التي تواجه كييف.وقد أدت الخسائر الفادحة للجنود الأوكرانيّين المتمرسين، إلى جانب القوات الجديدة التي تم إرسالها إلى الجبهة بتدريب محدود، إلى زيادة الضغوط على الوحدات التي تمسك بالخطوط.وقال لي: "الكثير من هذه المشاكل هي مشاكل أساسية، ولم يتم إصلاحها". ومع ذلك، قال إنّ الوضع قد يتحسن إذا استمرت أوكرانيا في وتيرة التعبئة، وقد يكون لديها المزيد من المفاجآت العملياتية المخطط لها.ولكن آثار التقدم الروسيّ بدأت بالفعل في المنطقة. فقد كانت بوكروفسك، وهي محور رئيسيّ للطرق السريعة والسكك الحديدية في جهود أوكرانيا لنقل القوات والمعدات في مختلف أنحاء منطقة دونيتسك الجنوبية، محورًا للهجوم وإجلاء المدنيّين لأسابيع. وقال الجنود إنّ تدمير السكك الحديدية والجسور يعني خسارتها فعليًا، ما يفرض طرقًا أطول وأكثر خطورة عبر المنطقة. (ترجمات)