يتواصل القتال العنيف في قطاع غزة الأحد، بينما ناشدت الأمم المتحدة الدول المانحة "ضمان استمرار" عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيّين (أونروا)، بعدما علّق عدد منها تمويله إثر اتهام إسرائيل موظفين في الوكالة بالضلوع في هجوم "حماس" في 7 أكتوبر.وأعلنت وزارة الصحة التابعة لـ"حماس" مقتل 129 شخصًا خلال الليل، فيما تواصلت الغارات الجوية والقصف المدفعيّ والاشتباكات في مناطق مختلفة من قطاع غزة، خصوصًا خان يونس. وأكدت الوزارة أنّ 165 شخصا قٌتلوا في الساعات الـ24 الماضية. وقال الجيش الإسرائيليّ الأحد، إنّ قواته الخاصة تواصل خوض "معارك مكثفة" في مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة، حيث قضت على "إرهابيّين وعثرت على كميات كبيرة من الأسلحة". وأكد أنه نفذ غارات أيضًا في وسط قطاع غزة وشماله. وبينما يفرّ الآلاف إلى الجنوب قرب الحدود المصرية، يشتد الخلاف حول تمويل "الأونروا". وصرفت "الأونروا" موظفين عدة بعد الاتهامات الإسرائيلية، ووعدت بإجراء تحقيق شامل، فيما تعهدت إسرائيل منع الوكالة الأممية من العمل في قطاع غزة بعد انتهاء الحرب الحالية. وأتى ذلك إثر قرار صدر عن محكمة العدل الدولية في لاهاي طلب من إسرائيل الجمعة، العمل على منع حصول أعمال إبادة محتملة في النزاع والسماح بدخول مزيد من المساعدات إلى القطاع.وأعلنت دول مانحة رئيسية عدة للأونروا أنها ستعلّق مؤقتًا تمويلها الحالي أو المقبل، من جرّاء هذه الاتهامات، بينها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا وألمانيا وسويسرا وفرنسا التي أعلنت الأحد أنها "لا تعتزم صرف دفعة جديدة (من المساعدات) للربع الأول من عام 2024". في نيويورك، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في بيان: "فيما أفهم قلقهم، وقد رُوعت أنا أيضًا بهذه الاتهامات، أناشد الحكومات التي علّقت مساهماتها أن تضمن على الأقل استمرار عمليات الأونروا". وأضاف: "يعتمد مليونا مدنيّ في غزة على المساعدات الحيوية (من وكالة الأمم المتحدة) من أجل بقائهم اليومي، لكنّ التمويل الحاليّ للأونروا لن يسمح لها بتلبية جميع الاحتياجات في فبراير". "أفعال شنيعة" أدّى الهجوم المباغت الذي شنّته حركة "حماس" على إسرائيل في 7 أكتوبر إلى مقتل أكثر من 1140 شخصًا، معظمهم مدنيّون، حسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى أرقام إسرائيليّة رسميّة. وردًا على ذلك، تعهّدت إسرائيل "القضاء" على "حماس" وباشرت عمليّة عسكريّة واسعة خلّفت 26422 قتيلًا غالبيتهم من النساء والأطفال، بحسب أحدث حصيلة لوزارة الصحة التابعة للحركة الأحد. وأشار غوتيريش إلى أنّ "الاتهامات الخطيرة للغاية" ضد موظفين في "الأونروا" هي موضع تحقيق داخلي. وأضاف أنه تم فصل 9 منهم وتأكد مقتل أحدهم، ويجري الآن تحديد هوية 2 آخرين. ورأى الأمين العام للأمم المتحدة أنّ "الأفعال الشنيعة التي قد يكون ارتكبها هؤلاء الموظفون، يجب أن تكون لها عواقب. لكن يجب عدم معاقبة عشرات آلاف الرجال والنساء الذين يعملون لحساب الأونروا". من جانبه، انتقد سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة غلعاد إردان، غوتيريش مؤكدًا أنه تجاهل مرارًا وتكرارًا "الأدلة" المُقدمة إليه في ما يتعلق بضلوع "الأونروا" في "التحريض والإرهاب". وبينما ندّدت "حماس" بـ"التهديدات" الإسرائيلية ضد "الأونروا" ومنظّمات أممية أخرى، استنكرت السلطة الفلسطينية "الحملة الظالمة.. الهادفة لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيّين". معارك قرب مُستشفيَين في رفح بأقصى جنوب قطاع غزة، قال النازح من الشمال بسام المصري: "إذا انقطعت المساعدات التي تأتي منها (الأونروا) ستصبح هناك مجاعة، هي التي تعطينا الطحين والأكل والشراب". ونزح أكثر من 1.3 مليون من سكان غزة نحو الحدود المغلقة مع مصر هربًا من القتال الذي صار يتركز حول مدينة خان يونس. في هذه المدينة التي تعتبرها إسرائيل معقلًا لحركة "حماس"، وقعت اشتباكات خصوصًا حول مستشفيي ناصر والأمل. وكان نحو 350 مريضًا و5000 نازح في مستشفى ناصر السبت الذي يعاني "نقص الوقود والغذاء والإمدادات" بحسب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس. وبحسب الهلال الأحمر الفلسطيني، فإنّ العمليات الجراحية متوقفة في مستشفى الأمل بسبب نقص الأكسجين. محادثات بشأن هدنة على أمل التوصّل إلى هدنة وإطلاق سراح الأسرى الذين ما زالوا محتجزين في غزة، يلتقي مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز في باريس مسؤولين من مصر وإسرائيل وكذلك رئيس الوزراء القطري، وفق مصادر قريبة من المشاركين في هذه اللقاءات. وكانت قطر ومصر والولايات المتحدة قد توسّطت في الهدنة في نهاية نوفمبر الماضي، والتي تم خلالها الإفراج عن نحو 100 من نحو 250 أسيرًا خُطفوا في إسرائيل خلال هجوم 7 أكتوبر، مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيّين من النساء والقصّر. ووفق السلطات الإسرائيلية، لا يزال 132 أسيرًا محتجزين في قطاع غزة، يُعتقد أنّ 28 منهم لقوا حتفهم. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" السبت، اقتراحًا يتضمن هدنة لمدة شهرين والإفراج عن أكثر من 100 أسيرًا. صباح الأحد، تظاهر إسرائيليون يطالبون بالإفراج عن الأسرى عند معبر كرم أبو سالم قرب رفح، ومنعوا مرور شاحنات المساعدات الإنسانية باتجاه القطاع الفلسطيني، معتبرين أنّ دخول هذه المساعدات يغذي استمرار الحرب. وفي اليوم السابق، تظاهر آلاف من الأشخاص في أنحاء إسرائيل للمطالبة بإعادة الأسرى واستقالة الحكومة تمهيدا لإجراء انتخابات مبكّرة. (أ ف ب)