في ظل استمرار الهجمات الروسية على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا ومع اقتراب فصل الشتاء، أعلن الاتحاد الأوروبي عن خطته لإقراض أوكرانيا 35 مليار يورو من أرباح الأصول الروسية المجمدة لديه، في خطوة تهدف إلى دعم الاقتصاد الأوكراني الهش وضمان عمل شبكة الكهرباء في البلاد. تفاصيل الخطة تم تجميد نحو 235 مليار دولار من أموال البنك المركزي الروسي في الاتحاد الأوروبي منذ بداية الحرب، وتمثل هذه الأموال الجزء الأكبر من الأصول الروسية المجمدة حول العالم، وبعد اتفاق الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في مايو الماضي، تم التوصل إلى آلية لاستخدام هذه الأصول لدعم أوكرانيا، ويأتي القرض الحالي كجزء من هذه الخطة الأكبر. وأعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الجمعة خلال زيارة لكييف أن الاتحاد الأوروبي يعتزم إقراض أوكرانيا 35 مليار يورو (39 مليار دولار) من فوائد الأصول الروسية المجمدة لديه مع اقتراب فصل الشتاء فيما تواصل روسيا هجماتها على البنى التحتية للطاقة في البلاد. وصرحت فون دير لايين خلال مؤتمر صحفي إلى جانب الرئيس فولوديمير زيلينسكي في كييف "نحن واثقون الآن من قدرتنا على تسليم أوكرانيا هذا القرض بسرعة كبيرة، قرض تدعمه أرباح الأصول الروسية المجمدة".بدوره، أشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالدعم الأوروبي، قائلاً إنه "سيساهم في دعم الشعب الأوكراني في مواجهة الشتاء القاسي ويمنح الاقتصاد الأوكراني دفعة قوية"، مضيفا أن هذه الخطوة ستساعد في الحفاظ على استقرار البلاد في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها.وفي خطوة تعزز الدعم الدولي لأوكرانيا، أعلنت النرويج أنها ستزيد مساعداتها المدنية بمقدار 475 مليون دولار، وتمدد برنامج دعمها حتى عام 2030 ليصل إجمالي المساعدات إلى 11.5 مليار يورو. هذه الخطوة تعكس التزام النرويج وشركاء أوكرانيا الدوليين بمساندة البلاد في مواجهة الحرب الروسية.تحديات كبيرة يأتي هذا الدعم الأوروبي في وقت تواجه فيه أوكرانيا شتاءً صعبا بسبب القصف المستمر على شبكة الطاقة، مما أدى إلى فقدان "أكثر من ثلثي" القدرة على إنتاج الكهرباء، وفقا لتقرير الوكالة الدولية للطاقة. وتعتبر هذه الخطوة جزءاً من خطة أكبر لتلبية 25% من احتياجات أوكرانيا من الطاقة خلال الشتاء.وبينما تواصل أوكرانيا سعيها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، تبدو الطريق مليئة بالعقبات، ورغم بدء المفاوضات الرسمية، يتوقع أن تستمر العملية لفترة طويلة، مع استمرار التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية التي تواجه البلاد.انقسام بين الحلفاءتطالب أوكرانيا حلفاءها بالسماح باستخدام صواريخ بعيدة المدى لضرب أهداف عسكرية في عمق الأراضي الروسية، وهو ما أثار انقساما بين الدول الأوروبية وحلفاء أوكرانيا. وبينما تدعم المملكة المتحدة هذه الخطوة، تعارضها دول أخرى بحذر، مشيرة إلى خطر التصعيد مع روسيا. وفي رد على دعوات البرلمان الأوروبي لرفع القيود عن استخدام الأسلحة بعيدة المدى، حذر رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين من أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى "حرب عالمية بالأسلحة النووية"، وأشار إلى أن وقت رحلة صاروخ "سارمات" إلى ستراسبورغ، مقر البرلمان الأوروبي، هو "3 دقائق و20 ثانية فقط". المعركة مستمرةرغم التحديات الهائلة، تمكنت القوات الأوكرانية من تحقيق تقدم مفاجئ في منطقة كورسك الروسية، حيث استعادت السيطرة على عدة بلدات ومئات الكيلومترات المربعة، ومع ذلك، تواجه القوات الأوكرانية صعوبات في الجبهة الشرقية، حيث تواصل القوات الروسية ضغطها وتقترب من مدينة بوكروفسك الحيوية. وفي ظل التحديات الأمنية، أعلن مجلس الدفاع والأمن القومي الأوكراني عن حظر استخدام تطبيق "تليغرام" على الأجهزة الرسمية للمسؤولين والعسكريين، بعد تقارير عن تمكن الأجهزة الروسية من اختراق هذه الأجهزة. القرار يهدف إلى حماية المعلومات الحساسة ومنع تسريبها إلى الجانب الروسي.تخفيف الأعباء لتخفيف الأعباء عن شبكة الكهرباء الأوكرانية، أعلن الاتحاد الأوروبي عن تخصيص 160 مليون يورو إضافية لدعم مشاريع الطاقة المتجددة، بما في ذلك توفير ألواح شمسية وأنظمة طاقة بديلة. هذه الخطوة تهدف إلى تعزيز قدرات أوكرانيا على إنتاج الكهرباء محليا وتقليل اعتمادها على الشبكات التقليدية المتضررة.(وكالات)