لم يسبق لوزير إسرائيلي أن أثار جدلا واسعا حوله خارج إسرائيل وحتى داخلها بقدر ما أثاره إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي الذي كان وراء أكثر من أزمة، فهو يجاهر بدعمه لقتل الفلسطينيين ولا يتوانى مثلا عن توزيع السلاح بنفسه على الإسرائيليين. وكان السبب وراء تأجيج معركة "سيف القدس" عام 2021، حتى أنه اليوم يعتزم تشكيل كتيبة لاستقبال المجندين المتشددين دينيًا في الشرطة العسكرية بعد أن بارك ما قاموا به أمس في غزة ضد الفلسطينيين الذين كانوا ينتظرون المساعدات، فما هي أصول إيتمار بن غفير المثير للجدل؟ ما هي أصول إيتمار بن غفير؟أصول إيتمار بن غفير تعود إلى العراق إذ إن أبويه عراقيان.ولد إيتمار بن غفير في سنة 1976، في القدس الغربية، لأبوين من أصول عراقية ورغم أن والده أيضا من مواليد القدس إلا أن جده ولد وعاش في العراق وهو من عائلة يهودية عريقة هناك بحسب التقارير المتوفرة عنه.أما والدته فهي من جذور كردية عراقية، وهي التي تأثر بها كثيرا فقد نقلت له التطرف السياسي والديني، وعرفت بمشاركته في أنشطة حركة صهيونية مسلّحة قاتلت الفلسطينيين بعد تأسيسها عام 1931 تحت اسم "إيتسل" أي "التنظيم الوطني العسكري".من هو إيتمار بن غفير؟في عمر 16 أصبح بن غفير عضوا في منظمة "مولديت"، ثم انضم إلى حركة "كاخ" بقيادة الحاخام المتطرف الشهير مائير كاهانا.هناك شرب التطرف وكراهية العرب الذين رأى وآمن بأنه يجب طردهم من إسرائيل المقدسة، كانت آراء الحركة فوق طاقة احتمال إسرائيل نفسها فتم حظرها باعتبارها حركة "فاشية إرهابية".التحق بن غفير بالجيش الإسرائيلي لكنه طرد منه بعد عامين بسبب مواقفه المتشددة ،إكتفى حينها بالتعليق قائلا: "لقد خسرني الجيش".درس القانون في كلية أونو الأكاديمية للحقوق التي تخرّج منها عام 2008، ليصبح محاميا رغم أنف نقابة المحامين التي رفضت بداية ترسيمه بسبب "سجله الجنائي".بدأ بعدها اسمه يلمع وذاع صيته كمحام مدافع عن المتطرفين الذين يتورطون في قضايا اعتداءات على الفلسطينيين وهو ما جعله محل اتهامات قضائية في أكثر من 50 مرة.في عام 2017 أدين بن غفير بتهمة التحريض على العنصرية بعد أن حمل لافتة كتب عليها "اطردوا العدو العربي". يقود بن غفير حزب "القوة اليهودية" الذي أسسه عدد من أتباع كاهانا عام 2012 والذي فشل في دخول الكنيست في انتخابات عام 2013 و2015، لكنه حقق مفاجأة مدوية عام 2021 بعد أن فاز بعدد مهم من المقاعد ونجح في دخول الكنيست لأول مرة.حصل بعد هذا الإنجاز على حقيبة وزير الأمن القومي وعلى الرغم من أنه كتب قبل نيله عن نضجه الذي "جعله يرى الأمور بشكل مختلف" فإنه عاد ليكشف الوجه الحقيقي للتطرف الذي تغذيه كراهية العرب وليبني مجده الجديد حوله.(المشهد)