بعد اغتيال رئيس حركة "حماس" إسماعيل هنية في طهران بدأ البحث عن الشخصية التي ستخلفه في هذا المنصب، وفي هذا الإطار، أوضح الباحث والمحلل السياسي الفلسطيني ساري عرابي أن حركة "حماس" لن تتمكن في الوقت الراهن من إجراء انتخابات، لتختار رئيسًا جديدًا للحركة.وأكّد عراب في حديث لمنصة "المشهد" أنه سيكون هناك من يقوم بأعمال رئيس الحركة، إلى حين انتهاء الحرب وتمكن "حماس" من إجراء انتخابات جديدة، مضيفًا:أعتقد أن أيّ عضو من أعضاء اللجنة التنفيذية، والقيادات العليا بالحركة من الممكن أن يقوم بأعمال رئيس حركة "حماس" إلى حين تنظيم الانتخابات.من المرجح أن يقوم القيادي خليل الحية بأعمال رئيس الحركة اسماعيل هنية، واختيار الحية وارد جداً، لأنه يعيش خارج فلسطين، وسبق وقام بجولات إقليمية مع أطراف متعددة، يزور مصر باستمرار، كذلك سوريا، ولبنان، وإيران.ربما يتم تكليف الحية ليحلّ مكان رئيس الحركة لحين انتخاب رئيس جديد، والحركة سوف تعلن من هي الشخصية في الوقت القريب. من يخلف هنية؟يلعب خليل الحية دوراً بارزاً في المفاوضات غير المباشرة بين حركة "حماس" وإسرائيل، لإبرام صفقة لتبادل الأسرى، ووقف إطلاق النار في غزة.ولد الحية في قطاع غزة عام 1960، بدأ نشاطه الوطني في أوائل الثمانينيات بالجامعة الإسلامية في غزة.حصل على البكالوريوس من كلية أصول الدين في الجامعة الإسلامية عام 1983.عُيّن معيداً في الكلية عام 1984، بعد ذلك، حصل على درجة الماجستير في السنة وعلوم الحديث من الجامعة الأردنية عام 1989، وعلى درجة الدكتوراه في التخصص نفسه من جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية في الخرطوم، السودان، عام 1997. شارك خليل الحية في تأسيس "حماس" عام 1987، ويصنف ضمن التيار "المحافظ / المتشدد" في الحركة، وكان من المقربين من الشيخ أحمد ياسين، مؤسس الحركة وزعيمها حتى وفاته، وسجن في سجون إسرائيل لمدة 3 سنوات في بداية التسعينيات من القرن الماضي. تعرض لعدة محاولات اغتيال ما بين 2007 و2014، وقتل على إثر هذه المحاولات 19 شخصاً من عائلته، منهم اثنان من أبنائه: أسامة وحمزة. خليل الحية.. خبير المفاوضات يعد الحية أحد أبرز المفاوضين في "حماس"، وحاضر في عدد من الملفات التي فاوضت فيها الحركة مثل ملف الأسرى وملف وقف إطلاق النار بين "حماس" وإسرائيل، كما شارك في المفاوضات التي نظمت عامي 2012 و2014 مع الجانب الإسرائيلي في القاهرة. عام 2022، قاد وفداً من "حماس" إلى جانب وفود فلسطينية أخرى ذهبت إلى دمشق لمقابلة الرئيس بشار الأسد بهدف إحياء العلاقة مع سوريا. ومنذ السابع من أكتوبر، وما تلاه من حرب إسرائيلية على قطاع غزة، والحية يلعب دوراً أساسياً في المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، وفي شهر نوفمبر 2023، ترأس وفداً إلى لبنان، حيث التقى بزعيم "حزب الله" حسن نصر الله، وبحث معه مسألة الأسرى.وفي فبراير 2024، ترأس وفداً جديداً إلى القاهرة لمحاولة التوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة.ما بعد اغتيال هنيةوعلى الرغم من أن إسرائيل لم تعلن مسؤوليتها عن اغتيال إسماعيل هنية، فإن مقتل زعيم الجناح السياسي لـ"حماس"، يمثل ضربة كبيرة وموجعة للحركة.وكان هنية الوجه البراغماتي لـ"حماس"، وكان أقل تشددًا من رئيس "حماس" داخل غزة، يحيى السنوار.ومثّل هنية "حماس" ديبلوماسيًا في العواصم العربية. وكان يقود الجهود للتفاوض على وقف إطلاق النار في غزة.وفي السنوات الأخيرة، كان مقره في قطر التي تستضيف الجناح السياسي للحركة، لكن هنية كان يتنقل بين تركيا ولبنان وإيران ومصر.وبصرف النظر عن الآثار الإقليمية على إثر اغتيال هنية، سيتطلب ذلك من الحركة تغيير القيادة، الأمر الذي تبرع فيه "حماس"، وبالتالي سيتم الانتقال بشكل سلس للسلطة في الحركة بعد اغتيال هنية، وفق مراقبين.(المشهد)