دخلت إسرائيل وقطاع غزّة عام 2024 من دون توقّف في القتال، إذ واصل الجيش الإسرائيليّ قصفه المكثّف للأراضي الفلسطينيّة، ما أوقع 24 قتيلًا على الأقل، فيما أطلقت حركة "حماس" صواريخ على تلّ أبيب والجنوب الإسرائيليّ تزامنًا مع حلول العام الجديد.ودوّت صافرات الإنذار في مناطق إسرائيليّة عدّة، وتمكّن صحافيّون في وكالة "فرانس برس" في تلّ أبيب، من رؤية صواريخ تعترضها أنظمة الدّفاع الصاروخيّ الإسرائيليّة عند منتصف الليل بالتحديد. وسارع أشخاص كانوا يحتفلون بالعام الجديد في أحد الشوارع إلى الاحتماء، فيما واصل آخرون الاحتفال.وكانت الاحتفالات برأس السنة الجديدة أكثر تحفّظًا من المعتاد في إسرائيل، حتّى في تلّ أبيب، بعد ما يقرب من 3 أشهر على الهجوم الدامي الذي شنّته "حماس" على الأراضي الإسرائيليّة في 7 أكتوبر، والذي أشعل فتيل الحرب، وفي وقتٍ لا يزال عدد من الأسرى محتجزًا في قطاع غزّة.ولم تهدأ الغارات الجوّية الإسرائيليّة، ولم تتوقّف المعارك البرّية بين الجيش الإسرائيليّ وعناصر "حماس"، فيما يسود اليأس بين سكّان قطاع غزّة المحاصر الذين يعانون تداعيات الحرب اليوميّة. وأكّد رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتانياهو السبت، أنّ الحرب ستستمرّ "أشهرًا عدّة"، مجدّدًا تعهّده القضاء على الحركة الفلسطينيّة.وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة "حماس" صباح الاثنين، مقتل "24 مدنيًا وإصابة العشرات، غالبيّتهم من الأطفال ونساء، في استهدافات الليلة وحتى الخامسة صباحًا".زهاء 22 ألف قتيلوأسفر القصف الإسرائيليّ على قطاع غزّة، والذي يترافق منذ 27 أكتوبر مع عمليّات برّية، عن مقتل 21822 شخصًا على الأقلّ، معظمهم نساء وأطفال، وفق وزارة الصحّة التابعة لحماس، وهي أعلى حصيلة لأيّ عمليّة إسرائيليّة حتّى الآن. وأفادت الوزارة بسقوط 56451 جريحًا منذ بدء الحرب، في وقت أصبح معظم مستشفيات غزّة إمّا خارج الخدمة وإمّا متضرّرًا ومكتظًّا. في الأسابيع الأخيرة انتشر الجيش الإسرائيليّ في شمال قطاع غزة، ومن ثم باتجاه خان يونس جنوبًا، والآن في مخيمات لاجئين في وسط القطاع الذي نزح 1.9 مليون شخص فيه بسبب القتال وفق الأمم المتحدة، أي 85% من سكانه. ولا تكفي قوافل المساعدات اليوميّة التي تدخل القطاع لتخفيف معاناة السكّان. وحذّرت منظّمة الصحّة العالميّة من الخطر المتزايد لانتشار أمراض مُعدية. وأعلنت الأمم المتحدة أنّ غزّة "على بُعد أسابيع" فقط من الدخول في مرحلة مجاعة. مع احتدام الحرب، أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "المعاناة الإنسانيّة الرهيبة" و"العقاب الجماعيّ" للمدنيّين الفلسطينيّين. ويُواصل الوسطاء الدوليّون جهودهم توصّلًا إلى وقف جديد للنار. وتوجّه وفد من حركة "حماس" التي يُصنّفها الاتحاد الأوروبيّ والولايات المتحدة وإسرائيل منظّمة إرهابيّة، إلى القاهرة الجمعة، لنقل "ردّ الفصائل الفلسطينيّة" على خطّة مصريّة تقضي بالإفراج عن أسرى وتشمل وقفًا في الأعمال الحربيّة. وقال نائب الأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي" محمّد الهندي، وهي جماعة مسلّحة تُقاتل إلى جانب "حماس"، في بيان، إنّ هذا الردّ سيُقدَّم "في الأيام المقبلة". طائرة معاديةوأجّجت حرب غزّة التوتّر عند الحدود بين لبنان وإسرائيل التي تشهد تبادلًا شبه يوميّ للقصف بين الجيش الإسرائيليّ و"حزب الله" الموالي لإيران والداعم لحركة "حماس". وأعلن الجيش الإسرائيليّ مساء الأحد، أنّه حدّد "هدفًا جوّيًا معاديًا" آتيًا من سوريا واعترضه، وقال إنّه اعترض أيضًا "طائرة مُعادية" كانت متّجهة نحو أراضيه. وفي البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركيّ الأحد، إغراق 3 زوارق تابعة لـ"الحوثيّين" وقتل طواقمها ردًا على ثاني هجوم في أقلّ من 24 ساعة على حاملة حاويات في البحر الأحمر. وأكّد مصدران في ميناء الحديدة مقتل 10 حوثيّين في القصف الأميركيّ على الزوارق. ومنذ بدء الحرب في 7 أكتوبر، يُبدي الحوثيون دعمهم للفلسطينيّين في قطاع غزة، وقد كثفوا في الأسابيع الأخيرة هجماتهم على السفن في البحر الأحمر، ما يهدد بتعطيل تدفقات التجارة البحرية العالمية. (أ ف ب)