مع استمرار المفاوضات في محاولة للتوصل إلى وقف جديد لإطلاق النار واتفاق إطلاق سراح الأسرى، أصبح مستقبل العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة على المحك، وفقا لصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية.وتعهّد القادة الإسرائيليون بمواصلة الحملة العسكرية حتى هزيمة جميع كتائب "حماس"، ويأمل الوسطاء الدوليون أنه إذا تم التوصل إلى اتفاق قبل بداية شهر رمضان في 10 مارس، لهدنة أولية مدتها 45 يومًا، يتم خلالها إطلاق سراح ما يصل إلى 40 امرأة ومسنًا ومرضى وجرحى من الأسرى، إلى جانب مئات الأسرى الفلسطينيين، حيث سيتمكن الطرفان بعد ذلك من التفاوض على وقف شامل لإطلاق النار يُنهي الحرب.اقتحام رفح أم صفقة أسرى؟وفي غياب الاتفاق، من المقرر أن تهاجم القوات الإسرائيلية مدينة رفح، حيث فرّ أكثر من مليون من سكان غزة هرباً من الحرب.وقال وزير الحرب بيني غانتس: "يجب على العالم أن يعرف، وعلى قادة "حماس" أن يعرفوا، إذا لم يعد أسرانا إلى منازلهم بحلول شهر رمضان، فإن القتال سيستمر في رفح".وقبل الهجوم المفاجئ الذي شنته "حماس" كان عدد سكان رفح، ثالث أكبر مدينة في غزة، يبلغ نحو 250 ألف نسمة. واليوم، أصبح أكثر من نصف سكان غزة محشورين في المنطقة الواقعة على طول الحدود المصرية، بعد أن شجعتهم إسرائيل على الفرار جنوباً لتجنب القتال.وبالنسبة لسكان رفح الذين يقدر عددهم بنحو 1.3 مليون نسمة، وأغلبهم يقيمون في مخيمات مؤقتة، فإن أي هجوم عسكري إسرائيلي يمكن أن يكون كارثياً.خيارات النازحين في رفحوبما أن قسماً كبيراً من قطاع غزة أصبح بالفعل أرضاً قاحلة بعد ما يقرب من 5 أشهر من القتال المكثف، فإن الخيارات محدودة لنقل مليون لاجئ آخر إلى مناطق آمنة.منطقة المواصي على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط، غرب خان يونس، هي الخيار الأرجح، لكن المنظمات الإنسانية هناك تكافح بالفعل للتعامل مع مئات الآلاف من اللاجئين، وفقا لـ"جيروزاليم بوست".والخيار الآخر هو السماح للأشخاص الذين تم إجلاؤهم في رفح بالعودة إلى منازلهم في شمال قطاع غزة، مع التركيز على النساء والأطفال. ومع ذلك، فإن العديد من المنازل في شمال غزة لم تعد صالحة للسكن، واستبعدت إسرائيل عودة الرجال إلى الشمال في هذه المرحلة.مخاوف مصر من غزو رفحوفقا للصحيفة الإسرائيلية، يتلخص خوف مصر الأكبر في أن يؤدي الهجوم الإسرائيلي على رفح إلى إرغام مئات الآلاف من اللاجئين على الفرار عبر الحدود إلى سيناء المصرية، وهو السيناريو الذي شجعه علناً بعض أعضاء ائتلاف نتانياهو اليميني.وفي أكتوبر، أوضحت مصر أنها لن تسمح لأي لاجئ من الحرب بالعبور إلى أراضيها.ويمتد الطريق الحدودي بين جنوب غزة ومصر بطول 14 كيلومتراً من البحر الأبيض المتوسط إلى معبر كرم أبو سالم الحدودي الإسرائيلي. ويبلغ عرض الممر 100 متر فقط، لكن إسرائيل تعتبره مفتاحًا لمستقبل غزة.وسيطرت إسرائيل على الممر لمدة 23 عاما بعد إعادة سيناء إلى مصر بموجب شروط اتفاق السلام بين البلدين عام 1979.من ناحية أخرى، ترغب إسرائيل في الاحتفاظ بالسيطرة على ممر فيلادلفيا وجانب غزة من معبر رفح بموجب أي ترتيبات ما بعد الحرب، لكن القاهرة حذّرت من أن السيطرة الإسرائيلية على ممر فيلادلفيا سوف تعرض العلاقات الثنائية للخطر.مصير "حزب الله"وتأمل واشنطن أن يسمح وقف إطلاق النار في غزة لـ"حزب الله" المدعوم من إيران بأن يحذو حذوه على الحدود اللبنانية ويسحب قوته الضاربة من منطقة الرضوان من الحدود، مما يمكن 80 ألفاً أو نحو ذلك من سكان الحدود الشمالية لإسرائيل الذين فروا من العودة إلى منازلهم.ومع ذلك، فإن القادة الإسرائيليين، الذين يشككون في أن "حزب الله" سيوافق على مثل هذه الصفقة، يواصلون التهديد باتخاذ إجراء عسكري لنقل مقاتلي "حزب الله" إلى شمال نهر الليطاني.ويهدّد التصعيد بين إسرائيل و"حزب الله" بإغراق المنطقة برمتها في حرب أوسع وأخطر بكثير، وهو الأمر الذي لا تسعى إليه إيران ولا الولايات المتحدة.وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، يصر "حزب الله" على أنه ليس هناك ما يمكن الحديث عنه قبل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة. (ترجمات)