عاد الحديث عن "قواعد الاشتباك" منذ بداية الحرب في غزة، ومع تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران، وارتفاع وتيرة العمليات العسكرية في جنوب لبنان وسوريا، فيما يحذر المراقبون من خطورة وعواقب كسرها على المنطقة التي قد تنزلق لحرب مفتوحة.وقواعد الاشتباك مصطلح عسكريّ يُقصد به مجموعة القواعد التي يجب على أيّ جيش أن يلتزم فيها خلال أيّ عملية عسكرية، وعليه أن لا يتجاوزها والتي تنص على أنّ استخدام القوة يجب أن يكون متسقًا أيضًا مع القانون الدولي.ما هي قواعد الاشتباك؟من الناحية الرسمية، تشير قواعد الاشتباك إلى الأوامر الصادرة عن سلطة عسكرية مختصة، والتي تحدد متى وأين وكيف، ومن يمكن استخدام القوة العسكرية، وتعدّ اعترافًا بأنّ الإجراءات والمعايير ضرورية لتسيير حرب متحضرة.ويجب أن تكون متسقة مع مراعاة مجموعة متنوعة من السيناريوهات المحتملة والجوانب السياسية والعسكرية.وتصف الإجراءات المناسبة للتعامل مع الحشود غير المسلحة، وممتلكاتهم واستخدام القوة في الدفاع عن النفس، والرد على النيران المعادية، وأخذ الأسرى، ومستوى العداء (أي ما إذا كانت البلاد في حالة حرب). في الولايات المتحدة مثلًا، هناك قاعدتان معترف بهما بشكل عام للاشتباك، هما قواعد الاشتباك الدائمة والتي تشير إلى المواقف التي لا تكون فيها الولايات المتحدة في حالة حرب فعليًا، وقاعدة الاشتباك في زمن الحرب، والتي لا تحدّ من الردّ العسكريّ على الأعمال الهجومية.اتفاقيات جنيفتاريخيًا، بدأ الحديث عن قواعد الاشتباك في منتصف خمسينيات القرن العشرين خلال الحرب الباردة، كانت فكرة ضرورة تنظيم الحرب مدعومة بقائمة طويلة من المعاهدات والاتفاقيات الدولية، وأهمها اتفاقيات جنيف، التي تنظم معاملة أسرى الحرب والمدنيّين. خلال الحرب الباردة، أدركت كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، أنّ المزايا المحتملة للهجوم لا تستحق عواقب الانتقام. وألهم احتمال أن يؤدي حادث بسيط إلى حرب نووية الحاجة إلى تحديد الإجراءات المسموح بها. ولا توجد قواعد اشتباك متوافق عليها دوليًا، إذ إنّ كل قيادة عسكرية تحدّد قواعدها لكل عملية، وكذلك الأمر بالنسبة للقوات المشتركة أو قوات الأمم المتحدة التي لا تستعمل القوة، إلا إذا كانت مبررة وضرورية.وتلعب قواعد الاشتباك دورًا مهمًا في التحكم في الحرب وتقليص الخسائر بالاعتماد على الأهداف.قواعد الاشتباك بين إسرائيل و"حزب الله"في 11 أغسطس 2006، تبنّى مجلس الأمن الدوليّ بالإجماع القرار رقم 1701، الذي يدعو إلى وقف كامل للعمليات القتالية في لبنان.وجاء القرار بعد حرب استمرت من 12 يوليو إلى 14 أغسطس، ومنذ ذلك التاريخ تم تحديد ما عُرفت بقواعد اشتباك بين "حزب الله" و إسرائيل، وتتمثل في أنّ أيّ عمل عسكريّ سيقابله ردّ مماثل. (المشهد)