قال مسؤولون أميركيون إنّ الولايات المتحدة حذرت إيران سرًا من أنّ تنظيم "داعش" يستعد لتنفيذ هجوم إرهابيّ أوائل هذا الشهر، أدى إلى مقتل أكثر من 80 إيرانيًا في تفجيرين انتحاريّين منسّقين، وفقًا لصحيفة "وول ستريت جورنال".وأضافوا أنّ التنبيه السرّي جاء بعد أن حصلت الولايات المتحدة على معلومات استخباراتية تفيد بأنّ فرع "داعش" في أفغانستان، (داعش - خراسان)، المعروف باسم "داعش-K"، كان يخطط لمهاجمة إيران.وقال المسؤولون الأميركيون إنّ المعلومات التي تم نقلها إلى إيران كانت محددة بما يكفي حول الموقع وفي الوقت المناسب، بما يكفي لإثبات فائدتها لطهران في إحباط الهجوم الذي وقع في 3 يناير، أو على الأقل التخفيف من عدد الضحايا.إيرن فشلت في منع وقوع الانفجارومع ذلك، فشلت إيران في منع التفجيرات الانتحارية في مدينة كرمان جنوب شرق البلاد، والتي استهدفت حشدًا كان يحيي ذكرى وفاة قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوريّ قاسم سليماني، بحسب "وول ستريت جورنال".وقال مسؤول أميركي: "قبل الهجوم الإرهابي الذي شنه "داعش" في 3 يناير 2024، في كرمان بإيران، قدمت الحكومة الأميركية لإيران تحذيرًا خاصًا بوجود تهديد إرهابيّ داخل الحدود الإيرانية". وأضاف: "لقد اتبعت حكومة الولايات المتحدة سياسة "واجب التحذير" طويلة الأمد، والتي تم تنفيذها عبر الإدارات لتحذير الحكومات من التهديدات القاتلة المحتملة. إننا نقدم هذه التحذيرات جزئيًا لأننا لا نريد أن نرى أرواحًا بريئة تُزهق في الهجمات الإرهابية".وعلى الرغم من التحذير الأميركي، أشار بعض المتشددين الإيرانيّين إلى أنّ مرتكبي جرائم تنظيم "داعش" هم بالولايات المتحدة وإسرائيل.ورفض المسؤولون الأميركيون تحديد القنوات التي استُخدمت لتحذير إيران، أو الكشف عن تفاصيل ما تم تمريره، ولم يذكروا ما إذا كانت هذه هي المرة الأولى التي ترسل فيها واشنطن مثل هذا التحذير إلى النظام الإيراني. وقال مسؤول أميركيّ إنّ المسؤولين الإيرانيّين لم يردوا على الولايات المتحدة بشأن التحذير. وقال العديد من المسؤولين إنه لم يكن من الواضح سبب فشل الإيرانيّين في إحباط الهجوم أو صدّه.ما سبب تحذير الولايات المتحدة لإيران؟وقال مسؤول أميركيّ سابق، إنه قد يكون هناك عدد من الأسباب التي تدفع واشنطن لتحذير إيران، بالإضافة إلى حماية المدنيّين الأبرياء، قد يكون المقصود من هذا التحذير منع طهران من الردّ على الهجوم بطريقة يمكن أن تؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار في المنطقة، وربما تقويض المصالح الأميركية. وقال مسؤولون سابقون آخرون إنّ تقديم مثل هذا التحذير قد يكون أيضًا وسيلة لتحفيز الحوار حول قضايا السياسة الخارجية. قال الضابط السابق في وكالة المخابرات المركزية الأميركية دوغلاس لندن العامل في مجال مكافحة الإرهاب، بما في ذلك قضايا واجب التحذير في وكالة التجسس، إنّ "قرار إبلاغ إيران قد اتخذه على الأرجح مسؤولون كبار في البيت الأبيض ووكالة المخابرات المركزية". وأضاف أنّ "تمرير المعلومات الاستخبارية سمح للولايات المتحدة باتخاذ موقف أخلاقيّ مرتفع، ويمكن أن يكون الهدف منه أيضًا تشجيع إيران على التقبّل للتعامل مع واشنطن في بعض المسائل الأمنية".وقال مسؤول أميركيّ إنه داخل الحكومة الأميركية، كان التحذير الموجّه إلى إيران سرًا يخضع لحراسة مشددة، ما يشير إلى أنّ واشنطن كانت تحاول التقليل إلى أدنى حدّ من خطر الكشف عن اتصالاتها مع طهران، حتى لو كانت غير مباشرة.وبعد أن أعلن تنظيم "داعش" خراسان مسؤوليته عن الهجوم، أطلقت إيران في 15 يناير 4 صواريخ باليستية من خيبر شيكان، على أهداف زعمت طهران أنها مرتبطة بتنظيم "داعش" في محافظة إدلب السورية. تم إطلاق هذه الضربة الصاروخية من محافظة خوزستان الإيرانية، وكانت أطول ضربة صاروخية إيرانية، وفقًا لقائد القوة الجوية الفضائية في الحرس الثوريّ الإيرانيّ. (ترجمات )