بعد الكثير من المشاحنات مع موظفيه، فاجأ وزير المالية بتسلئيل سموتريتش الجميع يوم الثلاثاء الماضي، كاشفًا النقاب عن الخطوط العريضة لميزانيته المقترحة لعام 2025، حسب صحيفة "هآرتس".وأفاد محللون أن احتمالات موافقة مجلس الوزراء والكنيست على هذه الميزانية ضعيفة. ويبدو أن الحريديم قد نجوا من أسوأ تخفيضات الإنفاق المخطط لها لبقية الشعب الإسرائيلي، لكن من غير المرجح أن يرضيهم ذلك.إلى ذلك، تتعهد النقابات العمالية بمقاومة تجميد رواتب القطاع العام، وهو عنصر حاسم في حزمة الإنفاق. خطوة مفاجئةوفي الواقع، لا أحد يعرف حقًا لماذا قرر سموتريتش فجأة وضع عملية الميزانية قيد التشغيل قبل أسابيع من الموعد المحدد. لكن أحد الأسباب المعقولة هو أنه أدرك أخيرًا حجم الحطام الاقتصادي الذي تواجهه إسرائيل إذا لم يتصرف، أو على الأقل إذا لم يقم ببعض الخطوات في هذا الاتجاه. بعبارة أخرى، من الواضح أن الأمور في إسرائيل تزداد سوءًا لدرجة أن حتى سموتريتش لم يعد بإمكانه التظاهر بأن كل شيء على ما يرام.وأفاد تقرير الصحيفة، أن الأرقام الرئيسية التي قدمها سموتريتش في الميزانية تناسب تطلعات الأسواق المالية ووكالة التصنيف الائتماني.ودعا سموتريتش إلى تعديلات الإنفاق لسد الفجوة المتوقعة بين الدخل والإيرادات البالغة 35 مليار شيكل أي 9.4 مليار دولار في عام 2025.ولن يكون من السهل تحقيق ذلك، خاصة بعد أن قال سموتريتش في المؤتمر الصحفي إنه لن تكون هناك زيادات ضريبية بخلاف ضريبة القيمة المضافة، ولن يكون هناك تقشف. تجميد بدلات التأمين الوطنيوتدعو ميزانية سموتريتش إلى تجميد بدلات التأمين الوطني (الضمان الاجتماعي)، والحد الأدنى للأجور، وأجور القطاع العام، وشرائح ضريبة الدخل.وستكون هناك ضرائب أعلى، ومن المقرر أن ترتفع ضريبة القيمة المضافة نقطة مئوية واحدة إلى 18% وسيتم فرض ضرائب على الشركات على أموال توزيعات الأرباح التي جمعت ولكن لم يتم دفعها للمساهمين. ومن خلال عدم تعديل الشرائح الضريبية للتضخم، سترتفع ضرائب الدخل بشكل فعال حتى لو ظلت المعدلات نفسها دون تغيير.وردا على سؤال في المؤتمر الصحفي حيث كشف النقاب عن ميزانية 2025، حول التخفيضات في الإنفاق الائتلافي (الأموال المخصصة لأحزاب التحالف لقضاياها المفضلة) وحول إغلاق حفنة من الوزارات غير المجدية، قال سموتريتش: "هناك لحظات نحتاج فيها جميعًا إلى شد أحزمتنا وتحديد الأولويات الصحيحة".صدمة حرب غزةوكان سموتريتش يتكلم بكل ثقة عن مدى نجاح أداء الاقتصاد. لكن الأدلة على الأرض تشير إلى خلاف ذلك، إذ إن الاقتصاد لم يتعافى من الصدمة الأولية لحرب غزة واليوم هو في تراجع، فالصادرات آخذة في الانخفاض، والاستثمار في المعدات والآلات آخذ في الانخفاض والتضخم يتسارع، حتى أنه في يوليو تجاوز النطاق المستهدف للحكومة.(ترجمات)