كشفت المراسلات السرية التي نشرتها صحيفة "وول ستريت جورنال" الأسبوع الماضي، لزعيم "حماس" في قطاع غزة يحيى السنوار مع قيادة الحركة الخارجية، عن طريقة تفكيره، وفق صحيفة "هآرتس" العبرية.وأشار المصدر ذاته إلى أنّ السنوار اعتاد لأعوام على رفض الإسرائيليّين لعملية برية في غزة بسبب التكلفة في أرواح الجنود وفي حكم مليوني فلسطينيّ يعيشون هناك."تضحيات ضرورية"وتضيف الصحيفة أنّ السنوار أدرك أنه لا يستطيع هزيمة إسرائيل في ساحة المعركة، لكنه يستطيع ذلك في الميدان المدني، حيث قام:بتفخيخ المراكز السكانية، وإخفاء مقاتليه بين سكان غزة.وحرص على احتجاز المدنيّين لأسرى إسرائيليّين من أجل جرّ إسرائيل إلى قتلهم. الأمر الذي من شأنه أن يزيد من الغضب الدوليّ والعقوبات المفروضة على تل أبيب، ما يدفعها إلى الانسحاب من غزة. وفي إحدى رسائله، استشهد السنوار بالخسائر المدنية في صراعات التحرير الوطنيّ في أماكن مثل الجزائر، حيث قُتل مئات الآلاف وهم يقاتلون من أجل الاستقلال عن فرنسا. وقال: "هذه تضحيات ضرورية".وبحسب الصحيفة، يُدرك السنوار أنه من دون الدعم الشعبي، لن يكون هو وقيادة "حماس" في غزة قادرين على المشاركة في ترتيبات ما بعد الحرب، وقد يفقد حياته.خلاف بين السنوار ومشعلولفتت الصحيفة إلى أنّ هناك خلافًا بين السنوار والمسؤول عن السياسة الخارجية لـ"حماس" خالد مشعل. وفي الانتخابات الداخلية لـ"حماس" عام 2021، حاول مشعل إقالة السنوار من رئاسة المكتب السياسيّ في غزة، واستبداله بنزار عوض الله، لكنّ المحاولة باءت بالفشل عندما تدخلت "كتائب القسام". وأثار نشاط السنوار غضب مشعل، وحرص على التقليل من شأنه في كل فرصة، وأوضح أنّ قرارات "حماس" تتخذها المؤسسات القيادية، وليس من قبل رجل واحد. وأضاف السنوار: "علينا أن نمضي قدمًا على المسار نفسه الذي بدأناه". ورأت الصحيفة أنّ السنوار يدرك أنّ الإيرانيّين (حلفاء "حماس") لن يسفكوا الدماء لإنقاذ السنّة، مؤكدًا أنّ محاولة بناء حكم فلسطينيّ من دون "حماس" في غزة، سيؤدي إلى حرب أهلية. (ترجمات)