لحظات أخيرة كان من المفترض أن تكون حاسمة للوصول إلى اتفاق وقف لإطلاق النار بين إسرائيل و"حماس" في قطاع غزة، إلى حين محادثات الوفد الإسرائيلي التي أجراها في الدوحة، والتي وُصفت بغير المتعثرة، وما إن اقترب الاتفاق حتى بدت ملامح عرقلته تعود إلى الواجهة مجددًا بعد التصريحات الإسرائيلية الأخيرة، التي تشير بالتراجع عن التعهدات ووضع شروط جديدة."نتانياهو يتلاعب بالمفاوضات"وفي هذا الشأن، قال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي لقناة "المشهد": "نتانياهو يتلعب بالمفاوضات لتخفيف الضغط الذي يأتيه من جانب عائلات الأسرى ومن جانب المعارضة الإسرائيلية، التي تضغط عليه لإتمام هذه الصفقة، إلى جانب بعض الضغوط الخارجية أيضًا، ولكن برأيي، حتى هذه اللحظة، هذه الحكومة الفاشية الإسرائيلية برئاسة نتانياهو لم تقرر الوصول إلى الاتفاق بعد، وهو يتلاعب بالكلمات، وكما لاحظتم تخرج تصريحات من الجانب الإسرائيلي لتقول إن هناك تقدما ويرسلون وفودًا للتفاوض، ثم يلحقون ذلك بتصريح أو تصريحين لتخريب كل المفاوضات، ومن بين هذه التصريحات ما قاله كاتس وزير الجيش، بأن على إسرائيل أن تحتفظ بالسيطرة الأمنية على قطاع غزة، وتصريحات أخرى قالها نتانياهو بنفسه بأنه لن يوقف الحرب أبدًا".وتابع قائلًا: "التصرفات الإسرائيلية الجارية على الأرض وفي الميدان، بما في ذلك ترسيخ مواقع مثل نتساريم التي أصبحت قاعدة عسكرية كبرى مساحتها أكبر من مساحة مدينة غزة نفسها، والجرائم التي تجري الآن في شمال القطاع وإزالة 3 مدن بالكامل من الوجود، كلها إجراءات إسرائيلية تُظهر أن إسرائيل لا تريد الوصول إلى أي اتفاق، كما أن التصريحات المتتالية التي تستهدف تخريب المفاوضات الجارية لا توحي حتى هذه اللحظة بأن الحكومة الإسرائيلية قررت فعلًا أن تقبل الوصول إلى صفقة. رغم المرونة التي أبدتها المقاومة الفلسطينية على مصلحة شعبنا في غزة لوقف هذه الجرائم الجارية ضده"."الحالة الفلسطينية ليست جيدة"وأضاف البرغوثي: "نتانياهو لا يهمه أن يحقق لبايدن في إدارته الراحلة إنجازًا في التوصل إلى اتفاق في غزة، قبل تسلم ترامب زمام الرئاسة في أميركا، ففي حالة بايدن هو سيدخل التاريخ باعتباره الرئيس الأميركي الأكثر تورطًا في جرائم الحرب لأنه دعم إسرائيل بكل طاقته، أما فيما ما يخص ترامب، فبرأيي أنه كان سيدعمها أكثر مما فعل بايدن، فهذا الأخير عمل كل ما يستطيع من أجل دعم جرائم الحرب في غزة بما في ذلك الإبادة الجماعية، وأعطى إسرائيل الحماية السياسية بشكل مطلق وكامل من خلال إرسال المساعدات العسكرية إليهم بقيمة 40 مليار دولار، وهو أمر غير مسبوق في كل تاريخ العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل". وأردف بالقول: "لا أعتقد أن بايدن قلق بأن ينجز شيئا في ملف غزة قبل رحيله. فهو حقق ما يريد تحقيقه ودعم بشكل مطلق إسرائيل، حتى بلينكن وكل إدارة بايدن دعمت إسرائيل، وبالمناسبة بلينكن ليس له أي علاقة بالاعتدال، فهو صهيوني متطرف وسيبقى كذلك حتى اللحظة الأخيرة".تكتيك إسرائيليواستطرد قائلًا: "حتى نكون صريحين مع شعبنا، الحالة الفلسطينية الداخلية ليست جيدة على الإطلاق، ولو كانت لدينا قيادة وطنية موحدة فلسطينية كما كنا نطالب دومًا لكان الموقف الفلسطيني أقوى بكثير، فعندما تكون لدينا قيادة مماثلة، يمكننا حين إذن الاتفاق بين كل القوى الفلسطينية على أنماط نهج كفاح يتبع استراتيجية وطنية كفاحية، ولكن للأسف هذه الوحدة غائبة، ونحن نرى اليوم مظاهر ذلك في ما يجري للأسف في جنين وفي الضفة الغربية بشكل عام، وفي الاستباحة الإسرائيلية المطلقة في مخيم طولكرم". وقال: "هناك خطران يمثلان أمامنا مع قدوم ترامب:خطر التطهير العرقي الكامل.خطر ضم الضفة الغربية، وهي الخطة التي قال نتانياهو إنه سيستقبل إدارة ترامب بها.وعن محمد السنوار وعرقلته المفاوضات، قال البرغوثي: "هذا تكتيك إعلامي إسرائيلي يتبعه دائمًا المستعمرون. وهو محاولة منهم لتركيز الهجوم على أي طرف في شخص ما، ففي الماضي كان إسماعيل هنية، ومن بعدها يحيى السنوار، والآن يتحدثون عن محمد السنوار، لأن هدفهم تقليص التركيز على شخص معين، وهذا هو التكتيك الإسرائيلي".(المشهد)