أفادت وسائل إعلام إسرائيلية الأربعاء، أنّ الوفد الإسرائيليّ المكلّف التفاوض بشأن هدنة محتملة مع حركة "حماس" في غزة، عاد من القاهرة إلى إسرائيل. واستضافت مصر االثلاثاء مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه" ورئيس الموساد الإسرائيليّ ورئيس الوزراء القطري. وأجرى هؤلاء المسؤولون محادثات في القاهرة مع مسؤولين مصريّين، في محاولة للتوصّل إلى اتفاق يُرسي هدنة موقتة في غزة، ويتيح إطلاق سراح مزيد من الأسرى المحتجزين في القطاع. وفجر الأربعاء ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية عديدة، من بينها صحيفتا "جيروزاليم بوست" و"تايمز أوف إسرائيل"، أنّ الوفد الإسرائيليّ عاد إلى إسرائيل، من دون مزيد من التفاصيل. ونقل موقع "تايمز أوف إسرائيل" عن مسؤول في مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو قوله، إنّ الوفد الإسرائيليّ "في طريق عودته من القاهرة". مباحثات القاهرة وجرت المباحثات في القاهرة الثلاثاء بين مدير الـ"سي آي إيه" وليام بيرنز، ورئيس الموساد ديفيد برنيع، ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومسؤولين مصريّين. ونقلت قناة "القاهرة الإخبارية" عن "مسؤول مصريّ رفيع المستوى" لم تسمّه، أنّ المحادثات جرت "في أجواء إيجابية"، مضيفًا أنّ "المفاوضات ستستمرّ خلال الأيام الثلاثة المقبلة" في ظلّ تزايد الضغوط الدولية للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و"حماس"، بعدما أعلنت تل أبيب عزمها على شنّ هجوم وشيك على رفح، الملاذ الأخير لأكثر من مليون فلسطينيّ في قطاع غزة. من جهته قال مسؤول في حماس لوكالة فرانس برس طالبًا عدم نشر اسمه، إنّ الحركة "منفتحة على فكرة مناقشة أيّ مبادرة لوقف العدوان والحرب"، مضيفًا أنّ "حماس وبقية الفصائل الفلسطينية تنتظر نتائج محادثات القاهرة". واندلعت الحرب في 7 أكتوبر عقب هجوم غير مسبوق شنّته "حماس" على جنوب إسرائيل، أسفر عن مقتل أكثر من 1160 شخصًا، معظمهم مدنيّون، بحسب حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس تستند إلى أرقام رسميّة إسرائيليّة. وردّت إسرائيل بحملة قصف مركّز أتبعتها بهجوم برّي واسع في القطاع، ما أسفر عن مقتل 28473 شخصًا في قطاع غزة، غالبيّتهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة في غزة. وتقدّر إسرائيل أنّ نحو 130 أسيرًا ما زالوا محتجزين في غزة، من بينهم 29 يُعتقد أنهم لقوا حتفهم، من بين نحو 250 شخصًا اختُطفوا في 7 أكتوبر. وسمحت هدنة استمرت أسبوعًا في نوفمبر، بإطلاق سراح 105 أسرى في مقابل 240 معتقلًا فلسطينيًا من السجون الإسرائيلية. (أ ف ب)