شنت إسرائيل غارات مكثفة على قطاع غزة، حيث استهدفت بضربات جوية عدد من قيادات الحركة في القطاع وذلك بعد انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي استمر شهرين، وسط خلافات مستمرة بين الجانبين حول تمديد الهدنة.وأفادت السلطات الصحية في القطاع الذي تسيطر عليه "حماس"، بمقتل 326 شخصًا على الأقل وإصابة 440 آخرين في الغارات الجوية التي شُنت في ساعة مبكّرة من صباح الثلاثاء.وأفاد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، بأنّ الغارات شُنت ردًا على "رفض حماس المتكرر إطلاق سراح الأسرى" ورفضها مقترحات الوسطاء في محادثات تمديد وقف إطلاق النار.وأشار مكتب نتانياهو خلال تدوينة على موقع "إكس"، إلى أنّ تل أبيب ستتحرك نحو التصعيد ضد "حماس".ما مصير اتفاق وقف إطلاق النار في غزة؟وكشف مسؤول إسرائيلي أنّ الهجوم الأخير هو أعنف هجوم منذ التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة في يناير الماضي، حيث استهدف قادة عسكريين من الرتب المتوسطة في الحركة ومسؤولي القيادة والبنى التحتية في "حماس".وأشار المسؤول الإسرائيلي إلى أنّ الجيش الإسرائيلي ربما يذهب إلى أبعد من الغارات الجوية إلى شن هجوم بري مرة أخرى، ما يبدد آمال وقف إطلاق النار في القطاع، وفق صحيفة "فايننشال تايمز".أسفر الهجوم الإسرائيلي عن مقتل أكثر من 48 ألف شخص في غزة، وفقًا لمسؤولين فلسطينيين، وتسبب في كارثة إنسانية. وأسفر هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 على إسرائيل، والذي أشعل فتيل الحرب، عن مقتل 1200 شخص، واحتجاز نحو 250 آخرين كأسرى، وفقًا لمسؤولين إسرائيليين.اشتعلت التوترات في جميع أنحاء المنطقة في الأيام الأخيرة، حيث شن الجيش الأميركي ضربات ضد أهداف لـ"الحوثيين" في اليمن. وقالت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنها تشاورت مع إسرائيل قبل شن الضربات على غزة.مفاوضات المرحلة الثانيةانتهت المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حماس"، والتي استمرت 6 أسابيع، في الأول من مارس، والتي تضمنت إعادة 33 أسيرًا إسرائيليًا من غزة مقابل إطلاق إسرائيل سراح نحو 1500 أسير فلسطيني.ويحاول الوسطاء من مصر وقطر والولايات المتحدة، تمديد الهدنة وتأمين إطلاق سراح 59 أسيرًا إضافيًا تحتجزهم "حماس"، والذين يُعتقد أنّ أقل من نصفهم ما زالوا على قيد الحياة.وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، برايان هيوز، لصحيفة فايننشال تايمز: "كان بإمكان حماس إطلاق سراح الأسرى لتمديد وقف إطلاق النار، لكنها اختارت الرفض والحرب".وطالبت إسرائيل والولايات المتحدة بالإفراج عن ما بين 5 و11 أسيرًا أحياء لتمديد وقف إطلاق النار خلال عطلة رمضان وعيد الفصح اليهودي الشهر المقبل.وأعلنت "حماس" أواخر الأسبوع الماضي استعدادها لإطلاق سراح 5 أسرى إسرائيليين، يُعتقد أنّ واحدًا منهم فقط ما زال على قيد الحياة. رفضت إسرائيل العرض ووصفته بأنه "تلاعب"، بينما قال ستيف ويتكوف، مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، إنه "غير عملي بتاتًا" وأنه تم تحديد موعد نهائي لـ"حماس" للرد بشكل أكثر إيجابية.أوقفت إسرائيل مطلع هذا الشهر جميع شحنات المساعدات إلى غزة وقطعت آخر خطوط الكهرباء في القطاع. كما هدد مسؤولون إسرائيليون بقطع إمدادات المياه.(ترجمات)