تقترح المملكة المتحدة خطة من 5 نقاط لإنهاء الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس"، في الوقت الذي يدفع فيه الحلفاء الغربيون الذين دعموا تل أبيب إلى وقف دائم لإطلاق النار وعملية سياسية تحدد مسارا لإقامة دولة فلسطينية.وتدعو المبادرة، التي ناقشها وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون مع القادة الإسرائيليين والفلسطينيين خلال جولة في المنطقة هذا الأسبوع، إلى وقف فوري للأعمال العدائية. وقال مسؤول بريطاني كبير لصحيفة "فايننشال تايمز" إن ذلك سيستخدم لتأمين إطلاق سراح الأسرى المحتجزين في غزة والتفاوض على وقف دائم لإطلاق النار.خطّة من 5 نقاطوتقترح الخطة تحديد "أفق سياسي" واضح لإقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، وتشكيل حكومة فلسطينية تكنوقراطية لإدارة الضفة الغربية وغزة بعد الحرب.وسيتعين على "حماس" إطلاق سراح جميع الأسرى والالتزام بوقف الهجمات ضد إسرائيل، والتي ستضمنها دول المنطقة.ويتضمن الاقتراح أن كبار قادة "حماس" في غزة، بمن فيهم يحيى السنوار، العقل المدبر لهجوم 7 أكتوبر، يغادرون القطاع إلى بلد آخر.وقال المسؤول البريطاني للصحيفة: "ما نحاول القيام به هو ترسيخ فكرة العمل بجد لتحويل أي هدنة إلى وقف دائم لإطلاق النار، والتركيز على الأشياء الواقعية والقابلة للتحقيق التي يمكن أن تجعل وقف إطلاق النار دائما ومستداما".والاقتراح هو واحد من مبادرات عدة تجري مناقشتها من قبل الدول الغربية والعربية مع تصاعد الضغط الدولي على إسرائيل لإنهاء هجومها على غزة، الذي أودى بحياة أكثر من 26000 شخص، وفقا لمسؤولين فلسطينيين.وتعتقد المملكة المتحدة أن خطتها مُكمّلة لمبادرات أخرى، وقد أثارتها مع الحكومات الأميركية والأوروبية والعربية.وقال المسؤول: "أعتقد أن هناك إجماعا متزايدا في المجتمع الدولي على أن اتفاق الأسرى والتوقف المؤقت أو الهدنة هما مفتاحان لفتح فرصة لوقف دائم لإطلاق النار".وأضاف "ويجب أن يكون لديك أفق سياسي أوضح بكثير لدولة فلسطينية، أي حكومة فلسطينية جديدة للضفة الغربية وغزة، وأن (حماس) يجب ألا تكون قادرة مرة أخرى على مهاجمة إسرائيل".وتقوم قطر، إلى جانب الولايات المتحدة ومصر، بالتوسط بالفعل بين إسرائيل و"حماس" من أجل اتفاق يؤدي إلى توقف لمدة شهر في الحرب تقوم خلالها "حماس" بإطلاق سراح الأسرى الـ136 المتبقين. وفي المقابل، ستقوم إسرائيل بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين والسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة.لكن المحادثات تعثرت بسبب رفض إسرائيل لمطلب "حماس" بوقف دائم لإطلاق النار في نهاية أي ترتيب، وهو أمر يضغط الوسطاء من أجله أيضا، حسبما قال أشخاص مطلعون على المفاوضات.ومن المتوقع أن يجري رئيسا وكالة المخابرات المركزية والموساد محادثات مع رئيس الوزراء القطري يوم السبت في باريس لكسر الجمود.وبشكل منفصل، تعمل الدول العربية على مبادرة تدعمها الولايات المتحدة لتأمين وقف لإطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى كجزء من خطة أوسع يمكن أن تقدم لإسرائيل تطبيع العلاقات إذا وافقت على خطوات "لا رجعة فيها" نحو إقامة دولة فلسطينية.حكومة تكنوقراط فلسطينيةوعلى الرغم من العقبات، يناقش المسؤولون الغربيون والعرب تشكيل حكومة فلسطينية جديدة مع القادة الفلسطينيين للحصول على هيئة ذات مصداقية لإدارة غزة التي تسيطر عليها "حماس" منذ عام 2007، والضفة الغربية. والفكرة هي أن يكون هناك إدارة تكنوقراطية مع رئيس وزراء مخول، بحسب المسؤول البريطاني.وتجري مناقشة أسماء مختلفة لرئاسة إدارة جديدة، ويعتقد أن أبرز المرشحين هو سلام فياض، رئيس الوزراء السابق مع السلطة الفلسطينية، ومحمد مصطفى، رئيس صندوق الاستثمار الفلسطيني.ويصر دبلوماسيون عرب على أن اختيار تشكيل الإدارة سيكون متروكا للفلسطينيين، الأمر الذي سيركز على إعادة إعمار غزة وإدارة المناطق في الضفة الغربية. وستجرى الانتخابات بعد فترة انتقالية، ربما في غضون عامين.وقال دبلوماسي عربي للصحيفة إن القادة الفلسطينيين لا يعترضون على تشكيل حكومة تكنوقراطية، لكنه أضاف أنهم بحاجة إلى ضمانات سياسية لإقامة دولة فلسطينية لضمان شرعيتها في نظر الفلسطينيين.وقال الدبلوماسي إن هناك تنسيقا بين الدول الغربية والإقليمية. ولكن في نهاية المطاف، سيكون الأمر متروكا للقوى العربية للقيام بـ"تقديم خطة شاملة" يمكن أن تتبناها إدارة بايدن بعد ذلك، حيث كان للولايات المتحدة أكبر نفوذ على إسرائيل.(ترجمات)