ناقشت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو تدابير ضدّ وكالات الأمم المتحدة العاملة في إسرائيل والأراضي الفلسطينية، بما في ذلك الطرد المحتمل للموظفين، وفقاً لما نقل 5 أشخاص مطلعين لـ"فاينانشال تايمز".وتزايدت التوترات بين إسرائيل والمنظمة الدولية بعد 8 أشهر من الحرب في غزّة، حيث تعد هيئات مثل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) جزءًا لا يتجزأ من عمليات المساعدة. لكن هذا التصلب في موقف إسرائيل كان مدفوعًا بالخطوة التي اتخذها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في أواخر الأسبوع الماضي لإضافة الجيش الإسرائيلي إلى قائمة الدول والمنظمات التي تفشل في حماية الأطفال في الصراع - ما يُساوي القوات الإسرائيلية بجماعات كـ"بوكو حرام" و"داعش". ووصف سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد أردان، القائمة السوداء بأنّها "مخزية"، حيث تعهد المسؤولون بالانتقام من هيئات الأمم المتحدة التي عملت في إسرائيل والقدس والأراضي الفلسطينية المحتلة لعقود من الزمن. الخيارات المتاحة وقد ناقش مجلس الوزراء الإسرائيلي مجموعة من الخيارات في اجتماع عقد مساء الأحد، مع استمرار مجلس الأمن القومي في المناقشات يوم الاثنين، وفق ما قال شخصان مطلعان للصحيفة. وقال مسؤول إسرائيلي إنّه على وكالات الأمم المتحدة "أن تشعر بالقلق". وفيما لم يُتخذ قرار نهائي بعد، فإن التدابير قيد المناقشة تشمل "التباطؤ" أو الرفض الصريح لتجديد التأشيرات لموظفي الأمم المتحدة الأجانب، ومقاطعة الحكومة الإسرائيلية لمسؤولي الأمم المتحدة الرئيسيين، فضلاً عن إنهاء وطرد بعثات الأمم المتحدة بأكملها من جانب واحد، مثل قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة التي تأسست عام 1948. وقد أثيرت مخاوف إضافية في الدوائر الدبلوماسية الغربية بشأن مصير وكالات الأمم المتحدة التي تشكل جزءًا لا يتجزأ من عمليات المساعدات الإنسانية في غزة والضفة الغربية، بما في ذلك وكالة اليونيسيف ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية. وقد يكون منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، مستهدفًا أيضًا، وفق عدة أشخاص. ولعبت منظمة الأمم المتحدة دوراً محوريًّا في تخفيف حدّة التوترات وتأمين وقف إطلاق النار من خلال الدبلوماسية.علاقات متوتّرة كانت العلاقات بين إسرائيل والأمم المتحدة متوترة قبل قرار الأسبوع الماضي بشأن الجيش الإسرائيلي. وتبادل المسؤولون الإسرائيليون والأمم المتحدة الاتهامات بشكل شبه يومي بشأن نقص المساعدات الإنسانية التي وصلت إلى غزة. وانتقدت الأمم المتحدة إسرائيل لعدم بذلها جهوداً كافية لحماية العاملين في المجال الإنساني التابعين للمنظمة في غزة أو المدنيين الفلسطينيين، حيث وصف غوتيريش غزة بأنها "مقبرة للأطفال". كما دان الأمين العام مقتل "مئات المدنيين الفلسطينيين" خلال عطلة نهاية الأسبوع خلال غارة شنتها قوات خاصة إسرائيلية على مخيم النصيرات للاجئين في وسط غزة. وقال أحد المطلعين على الملف إنّه في حال اتخاذ الحكومة الإسرائيلية لأي إجراءات عقابية، فإن الدور والوظائف التي تؤديها وكالات الأمم المتحدة تنتقل بعدها إلى إسرائيل.(ترجمات)