تزداد الهجمات التي يشنّها "الحوثيون" في البحر الأحمر، على الرغم من أسابيع من الضربات الجوية الأميركية، حيث تثير تساؤلات جديدة لإدارة بايدن حول كيفية وقفها ومنع الحرب المستمرة في قطاع غزة من تأجيج صراع إقليمي.ووفق صحيفة "وول ستريت جورنال"، قالت شركة الحلول الرقمية البريطانية "فانغارد تك"، إنّ الردّ الذي قادته الولايات المتحدة، تلقى ضربة أخرى الأحد عندما أدى هجوم لـ"الحوثيّين" إلى شلّ ناقلة البضائع المملوكة للمملكة المتحدة "روبيمار" في البحر الأحمر. وأكد الرئيس التنفيذيّ لشركة "ويندوارد" للذكاء الاصطناعيّ البحري ومقرها لندن، عامي دانيال، إنه إذا غرقت "روبيمار" فإنّ ذلك "سيؤدي على الأرجح إلى مزيد من الحذر من قبل الكثيرين من أصحاب المصلحة" العاملين في جميع أنحاء اليمن. وأعلن "الحوثيون" الثلاثاء مسؤوليتهم عن سلسلة من الهجمات، بما في ذلك هجمات بطائرات بدون طيار على سفن حربية أميركية في خليج عدن وبحر العرب. وأعلن الجيش الأميركيّ الثلاثاء أيضًا، أنّ إحدى مدمراته أسقطت صاروخ كروز مضاد للسفن أطلقه "الحوثيون". ونفذت الولايات المتحدة وحلفاء لها ما يقرب من 20 غارة جوية على أهداف لـ"الحوثيّين" في اليمن منذ منتصف يناير، في محاولة لإنهاء هجمات الجماعة على السفن في البحر الأحمر. وحاول "الحوثيون" مهاجمة ما لا يقلّ عن 45 سفينة، وأسقط الجيش الأميركيّ ما يقرب من 95 طائرة مسيّرة وصاروخًا، وفقًا للبنتاغون. وفي أماكن أخرى، شن المقاتلون المدعومون من إيران أكثر من 170 هجومًا في العراق وسوريا والأردن استهدفت الجيش الأميركي، ما أسفر عن مقتل 3 من أفراد الخدمة الأميركية، وإصابة 180 آخرين.وقف الحرب في غزة هو الحل وأدت هجمات "الحوثيّين" إلى تجميد الشحن العالميّ مع انتشار موجات صدمة اقتصادية حول العالم. وانخفض حجم حركة المرور من سفن أميركا الشمالية وأوروبا التي تعبر البحر الأحمر بنسبة 67% في الأسبوع المنتهي في 17 فبراير مقارنة بأكتوبر، وفقًا لشركة "وينوارد". وتوقفت بعض شركات التأمين، مثل شركة Assuranceforeningen Skuld النرويجية، عن تغطية جميع الرحلات القريبة من المياه اليمنية تمامًا.وقال مدير مشروع إيران بمركز أبحاث مجموعة الأزمات الدولية في واشنطن علي فايز، إنّ "الحوثيّين" من غير المرجّح أن يتّبعوا أيّ توجيه من طهران للحدّ من هجماتهم.وقال مساعد وزير الدفاع السابق ويليام ويشسلر، إنّ إدارة بايدن يجب أن تفكر في شن حملة عسكرية موسعة، بما في ذلك الضربات لاستهداف قادة "الحوثيّين" بشكل مباشر. فيما أكد القائد السابق للقوات البحرية الأميركية في الشرق الأوسط كيفن دونيغان، أنّ الطريقة الأكثر فاعلية للحدّ من تهديد "الحوثيّين" هي وضع حدّ للحرب في غزة. وقال: "علينا أن نعمل على حل الصراع في غزة أو إيقافه بطريقة ما.. هذا هو الشيء الوحيد الذي سيسمح بحدوث أشياء أخرى". واعتبرت الزميلة غير المقيمة في معهد الشرق الأوسط والمتخصصة في اليمن ندوى الدوسري، أنّ "الحملة العسكرية الأميركية الموسعة لن تكون فاعلة أيضًا".(ترجمات)