يتزايد نفوذ الصين في الشرق الأوسط، حيث تريد الولايات المتحدة مساعدة بكين لمنع الحرب في غزة من التحول إلى صراع إقليمي أكبر.وبحسب موقع "أكسيوس" الأميركي، فإن نفوذ بكين لدى طهران، الداعم الرئيس لـ"حماس" و"الحوثيين" في اليمن، يعني أن الصين يمكن أن تلعب دوراً فريداً كصانع سلام إقليمي.والسبت، قال مسؤول أميركي إن الصين أكدت أنها أثارت مع طهران مسألة دعم إيران للحوثيين وأميركا تنتظر لترى مدى فعالية ذلك.وأضاف المسؤول أن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان أبلغ الصين بأن إيران تدعم الاضطرابات بالبحر الأحمر وحث بكين على استخدام نفوذها لكبح طهران.وتشعر الولايات المتحدة بالقلق إزاء نفوذ الصين في المنطقة، لكنها تحتاج إلى هذا النفوذ الآن لأن جهود واشنطن للحد من العنف لم تنجح. يُذكر أن سوليفان التقى بوزير الخارجية الصيني وانغ يي يومي الجمعة والسبت في تايلاند لمناقشة هجمات "الحوثيين" في البحر الأحمر. وقال البيت الأبيض في بيان مساء الخميس، إن هدف الاجتماع هو "الحفاظ على التواصل الاستراتيجي وإدارة العلاقة بشكل مسؤول" تماشيا مع الالتزامات التي تمّ التعهّد بها خلال قمة "أبيك" في نوفمبر الماضي. وبسبب الهجمات التي شنها "الحوثيون" في اليمن على السفن احتجاجًا على العملية العسكرية الإسرائيلية المستمرة ضد "حماس" في غزة، توقفت طرق الشحن الرئيسية عبر البحر الأحمر في الأسابيع الأخيرة. ويواصل "الحوثيون" تنفيذ الهجمات على الرغم من ضربات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، مما يزيد المخاوف من نشوب صراع أوسع نطاقا. تقييد التجارة مع طهران وترتبط بكين بعلاقة وثيقة مع طهران، المنعزلة عن جزء كبير من الاقتصاد العالمي بسبب العقوبات الأميركية والتي تعتمد على الروابط التجارية ومبيعات النفط إلى الصين، وفق الموقع. ولهذا السبب تعتمد الولايات المتحدة على بكين للضغط على إيران لحث "حماس" و"الحوثيين" على وقف هجماتهم.والثلاثاء، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي في مؤتمر صحفي: "للصين تأثير على طهران. لديهم نفوذ في إيران. ولديهم القدرة على إجراء محادثات مع القادة الإيرانيين، وهو ما لا نستطيعه". وأضاف: "ما قُلناه مرارا وتكرارا هو: إننا نرحب بدور بنّاء للصين، باستخدام النفوذ والقدرة على الوصول التي نعرف أنها تتمتع بها، لمحاولة المساعدة في وقف تدفق الأسلحة والذخائر إلى الحوثيين". وسعت الحكومة الصينية بشكل متزايد إلى تصوير نفسها على أنها صانع سلام في الشرق الأوسط وبديل متفوق للولايات المتحدة بشكل عام كشريك إقليمي. وبعد هجمات 7 أكتوبر واندلاع الحرب بين إسرائيل وغزة، عرضت الصين المساعدة في التوسط في السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، لكنها لم تتّخذ خطوات جوهرية نحو القيام بذلك. وطلب المسؤولون الصينيون من إيران مرات عدة في الأسابيع الأخيرة دفع "الحوثيين" إلى وقف مهاجمة السفن، وإلاّ واجهوا عواقب في العلاقة التجارية مع بكين، حسبما ذكرت "رويترز" الجمعة. وأشار الموقع إلى أنه إذا استمرت هجمات "الحوثيين" في البحر الأحمر، فإن تحركات الصين لتقييد بعض العلاقات التجارية مع إيران ستُظهر أن بكين تضع أموالها في مكانها الصحيح بعملية صنع السلام في الشرق الأوسط.(ترجمات)