بصليب رماديّ اللون طبع جبهته، ظهر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، في حديث تلفزيوني، مثيرًا الكثير من التساؤلات حول ظهوره هذا، ومحدثًا ضجةً كبيرة في مشهد، ليس الأوّل، لكنّه غير مألوف، لمسؤول أميركي رفيع. فلماذا رسم وزير الخارجية الأميركي صليبًا على جبهته، وما هي أسباب هذا الأمر، وما دلالاته الدينية؟أسباب رسم وزير الخارجية الأميركي صليبًا على جبهتهوقد تساءل عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة بعض الأوساط السياسية والاعلامية، عن سبب رسم وزير الخارجية الأميركي صليبًا على جبهته، محمّلين الموضوع الكثير من الأبعاد. إلاّ أنّ الحقيقة، هي أنه تزامنَ ظهور وزير الخارجية الأميركي بالصليب على جبهته مع مناسبة "أربعاء الرماد"، المعروف لدى الطوائف المسيحية الغربية والذي يرمز إلى بداية الصوم الكبير. هذه المناسبة الدينية التي تهيّئ المسيحيين إلى الصوم وتدخلهم في المرحلة التي تسبق عيد القيامة، أي ما يعرف بعيد الفصح، حيث تستمر فترة الصوم مدّة 40 يومًا. أمّا في الكنائس الشرقيّة، فالصوم كان بدأ يوم الإثنين الفائت، واستُهلَّ بما يُعرف بـ"اثنين الرماد". وهو تقليد ديني يضع من خلاله الكهنة صليبًا من رماد على جبهة المصلين، يكون مأخوذًا من حرق النخيل الذي استُخدم في أحد الشعانين، مؤكدين انتماءهم ليسوع المسيح وفيه رمزية بأنّ الإنسان من التراب وإليه يعود، بالإضافة إلى أنه يرمز إلى توبة المسيحيين. البعد السياسي للطقوس الدينيةهذا هو الشقّ الديني لـ"أربعاء الرماد"، أمّا سياسيًا، فوزير الخارجية الأميركي، الذي ينتمي إلى اليمين المتدين في البلاد، يعزّز هذا الظهور صورة الرجل السياسي المتديّن كما الالتزام الفردي بممارسة المعتقدات. كما يعكس حرية ممارسة الطقوس الدينية في الولايات المتحدة الأميركية. أمّا وزير الخارجية الأميركي فلم يكن الوحيد بالتعبير عن طقوسه الدينية، فكان سبقه برسم إشارة الصليب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن الذي ظهر في أكثر من مرة بهذا التقليد في "اربعاء الرماد". كذلك، انتشر فيديو لجيه دي فانس، وهو نائب الرئيس الأميركي، حيث ظهر أحد الكهنة وهو يرسم إشارة الصليب على رأسه في أحد المدرجات قبل صعوده على متن الطائرة، في ولاية تكساس. كما ظهرت رئيسة بلدية بوسطن ميشيل وو، وهي تضع الصليب في جلسة الكونغرس أمس. وفي النهاية، فلـ"أربعاء الرماد"، رمزية دينية لدى الكنائس الغربية، وقد يكون سبب رسم وزير الخارجية الأميركي صليبًا على جبهته هو ديني بحت ومعتقد شخصي بحسب البعض، وقد يكون له دلالات ورسائل سياسية مبطنة، بحسب ما اعتبر البعض الآخر، إلاّ أنّه من المؤكد أن الولايات المتحدة ببيئتها تولي الهوية الدينية وحرية ممارسة الشعائر أهمية كبرى للمسؤولين ولعامة الشعب.(المشهد)