يبدو رئيس وكالة الاستخبارات الدفاعية الأوكرانية كيريلو بودانوف في مزاج لا يسمح له بمناقشة الهجوم المضاد المستمر الذي تشنه بلاده، خصوصا في ظل الوتيرة البطيئة للتقدم ضد الجيش الروسي المتحصن والمجهّز بشكل جيّد، وفق صحيفة "إيكونوميست" البريطانية.ويبدو رئيس المخابرات البالغ من العمر 37 عامًا، والذي تمت ترقيته حديثًا من قبل الرئيس فولوديمير زيلينسكي إلى رتبة 3 نجوم، هادئا ومرتاحا. وأكدت الصحيفة أن الجيش الأوكراني تمكن من اختراق الخط الدفاعي الروسي الأول بالمحور الجنوبي في زابوريجيا، وهذا يعني أن عملية قطع الاتصالات البرية بين روسيا وشبه جزيرة القرم قد تتحقق قبل حلول فصل الشتاء. وربما تكون أوكرانيا قد اعتمدت بالفعل على أعداد محدودة من قوات الاحتياط لديها، ولكن روسيا الآن، في حالة يأس ظاهري حيث تستعين باحتياطيات منقوصة لم تكن تخطط لنشرها حتى أواخر أكتوبر المقبل. كما أن جيش الأسلحة المشتركة الـ25 لروسيا، والذي يتم نشره الآن قبل موعده في الجبهة الشرقية حول ليمان وكوبيانسك، لا يمتلك سوى 80% من القوة البشرية و55% من المعدات التي كان من المفترض أن يمتلكها. وقال بودانوف إن "الجودة منخفضة، لكن الكمية كافية"، مبينا أن "الموارد الروسية تُستنزف، والحساب قادم". وسط تقارير تفيد بأن روسيا تستعد لتكثيف حملة التعبئة المستمرة، يقول بودانوف إن عدد الموظفين هو الميزة الواضحة الوحيدة التي لا تزال روسيا تحتفظ بها على أوكرانيا.أهداف الحملة الأوكرانيةأكد بودانوف أن الاقتصاد الروسي لن يصمد إلا حتى عام 2025 وأن تدفق الأسلحة سوف ينضب في عام 2026 "وربما قبل ذلك". وأضاف: "يمكننا أن نرى ذلك بوضوح شديد كوكالة استخبارات"، بعد عقود من نقص الاستثمار والفساد والتخريب فإن أوكرانيا تعمل ببطء على زيادة إنتاجها المحلي من الأسلحة. وقد حصل العالم الأسبوع الماضي على لمحة عن القدرات الجديدة لأوكرانيا من خلال سلسلة من الضربات بالصواريخ والطائرات بدون طيار على السفن والغواصات والأحواض الجافة والدفاعات الجوية في شبه جزيرة القرم. وتحدث بودانوف عن أن هنالك 3 أهداف رئيسية لحملة الطائرات بدون طيار الأوكرانية الجديدة ضد روسيا، وهي استنفاد أنظمة الدفاع الجوي الروسية، وتعطيل وسائل النقل العسكرية والقاذفات، وتدمير منشآت الإنتاج العسكري، مثل العملية الأخيرة التي أصابت مصنعًا لإنتاج وقود الصواريخ في منطقة تفير شمالي موسكو. وأكد: "نريد إخراجهم من منطقة الراحة الخاصة بهم". ويرفض اللفتنانت جنرال بودانوف الاقتراحات القائلة بأن القدرة الهجومية الجديدة تخاطر بالتصعيد أو تصور أوكرانيا على أنها معتدية. وأضاف: "لا أحد يعتقد أن المملكة المتحدة أو الولايات المتحدة كانتا المعتدين في الحرب العالمية الثانية، على الرغم من أنهما قصفتا أيضًا أراضي ألمانيا". (ترجمات)