تدور معارك عنيفة في مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة، بينما يعمل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على إقناع المانحين بمواصلة دعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيّين "أونروا" في خضمّ الأزمة التي تشهدها.ضربات إسرائيلية مكثّفةوليل الاثنين - الثلاثاء أفاد شهود بأنّ ضربات إسرائيلية استهدفت مناطق عدة في جنوب قطاع غزة ووسطه. وتحدّث الهلال الأحمر الفلسطينيّ من جهته عن إطلاق نيران مدفعية في محيط مستشفى الأمل في خان يونس. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيليّ دانييل هاغاري، إنه "في الأسابيع الأخيرة ركزت عملياتنا على خان يونس، عاصمة "حماس" في جنوب غزة"، مشيرًا إلى "القضاء على أكثر من ألفي إرهابي" في هذه المدينة. وأضاف "نحن نعمل على الأرض وتحت الأرض في وقت واحد، هذا أسلوب جديد يتضمن استخدام تكنولوجيا متطورة بعضها يُنشَر للمرة الأولى" من دون أن يخوض في تفاصيل.معاقبة الأونرواتتزامن هذه الأحداث مع أزمة تشهدها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيّين بعدما اتهمت إسرائيل 12 من موظفي الأونروا الإقليميّين البالغ عددهم 30 ألفًا بالتورط في الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر. أدى الهجوم غير المسبوق الذي شنته "حماس" إلى مقتل أكثر من 1140 شخصًا معظمهم مدنيون. ردًا على ذلك توعدت إسرائيل بـ"القضاء" على "حماس" التي تحكم غزة منذ 2007، وشنت عملية عسكرية واسعة أسفرت عن مقتل 26637 شخصًا غالبيتهم نساء وأطفال وفق وزارة الصحة التابعة لـ"حماس". ودعت محكمة العدل الدولية إسرائيل إلى منع أيّ عمل محتمل من أعمال "الإبادة الجماعية" في غزة.وبُعيد الاتهامات التي وجهت إلى الأونروا، قررت 12 دولة مانحة بينها الولايات المتحدة وكندا وألمانيا، وآخرها نيوزيلندا، تعليق تمويلها الوكالة في انتظار توضيح هذه المزاعم. وشدد وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن الاثنين، على ضرورة أن تحقق الوكالة في هذه المزاعم، واصفًا عملها في غزة بأنه "ضروري جدًا". وأثار قرار تلك الدول تعليق تمويلها للأونروا انتقادات حادة من الفلسطينيّين ومنظمات غير حكومية، فيما ألغى وزير الخارجية الإسرائيلية يسرائيل كاتس، اجتماعًا كان مقررًا الأربعاء مع المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني وطالبه بالاستقالة. ويلتقي الأمين العام للأمم المتحدة الثلاثاء في نيويورك "المانحين الرئيسيّين" لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيّين، وفق ما أعلن المتحدث باسم أنطونيو غوتيريش. وقال ستيفان دوغاريك لصحفيّين "على المستوى الشخصيّ رُوِّع الأمين العام من الاتهامات ضد موظفي الأونروا". لكنّ المتحدث شدد على أنّ رسالة الأمين العام إلى المانحين، خصوصًا إلى أولئك الذين علّقوا مساهماتهم، تتمثل في أن يتم على الأقل "ضمان استمرار عمليات الوكالة". وتابع دوغاريك أنّ "أيّ موظف متورط في عمل إرهابي سيُحاسب، بما في ذلك عبر ملاحقات جنائية"، لكن من دون وجود تمويل "فإنّ التوقعات قاتمة جدًا بالنسبة إلى الأونروا وملايين الأشخاص الذين تساعدهم، ليس في غزة وحسب، لكن أيضًا في القدس الشرقية والضفة الغربية والأردن ولبنان وسوريا"، بحسب قوله. "أمل" بالهدنةفي غضون ذلك، يحكى عن مفاوضات تجري خلف الكواليس برعاية قطر ومصر والولايات المتحدة بهدف التوصل إلى وقف جديد لإطلاق النار بعد الهدنة في نوفمبر. وفي هذا الإطار، أعلن رئيس الوزراء القطريّ الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في واشنطن الاثنين خلال لقاء استضافه مركز "أتلانتيك كاونسل" للبحوث، أنه سيتم عرض مقترح على "حماس" لوقف القتال في غزة، وإطلاق سراح الأسرى لدى الحركة. وقال إنه تم إحراز "تقدم جيد" خلال المحادثات هذا الأسبوع في باريس. وأضاف أن: الاجّتماعات أسفرت عن إطار لهدنة مرحلية يطلق بموجبها سراح الأسرى النساء والأطفال أولًا، مع دخول المساعدات إلى قطاع غزة.الأطراف تأمل في نقل هذا الاقتراح إلى "حماس" وإقناعها بالمشاركة في العملية بشكل إيجابيّ وبنّاء."حماس" قدّمت "مطلبًا واضحًا" بـ"وقف دائم لإطلاق النار قبل المفاوضات" وأنّ المقترح الحالي "قد يؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار في المستقبل".وعبّر وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، عن الأمل بالتوصل لاتفاق يقضي بوقف القتال في غزة، في مقابل الإفراج عن أسرى. وقال إثر لقائه في واشنطن رئيس الوزراء القطري، "أُنجز عمل مهم جدًا وبنّاء. وهناك بعض الأمل الحقيقيّ بينما نمضي قدما". من جهته صرح مسؤول رفيع في "حماس" الاثنين، بأنّ الحركة تسعى إلى "وقف إطلاق نار شامل وكامل" في غزة، بعدما تطرّق الوسيط القطريّ إلى مقترح لهدنة موقّتة. وقال المستشار الإعلاميّ لرئيس المكتب السياسيّ لـ"حماس" طاهر النونو: "نتحدث أولًا عن وقف إطلاق نار شامل وكامل وليس عن هدنة موقّتة". وشدد النونو على أنه حين يتوقف القتال "يمكن بحث باقي التفاصيل" بما في ذلك الإفراج عن الأسرى الإسرائيليّين لدى "حماس".(أ ف ب)