تعود أصول شهباز شريف، رئيس الوزراء الباكستاني، الذي أعيد انتخابه للمرة الثانية ليتولى رئاسة وزراء باكستان عام 2024، إلى مدينة لاهور شرق باكستان، وينتمي لعائلة ثرية من كشمير، كانت تعمل في تصنيع الحديد.بدأ شهباز شريف مسيرته المهنية رئيسًا لحكومة ولاية البينجاب (إقليم سهلي يقع شمال شرقي باكستان - أكبر الأقاليم الأربعة)، عام 1997، وعُرف عنه منذ بداية مسيرته السياسية بنشاطه الواضح، حيث يصفه المقربون منه بأنه مدمن عمل. وخلال رئاسته لحكومة البنجاب، خطّط لعدد من مشروعات البنية التحتية ونفذها، بما في ذلك أول نظام حديث للنقل الجماعيّ في مدينة لاهور، في ما جعله يحظى بمنصب رئيس الوزراء في البنجاب لثلاث مرات.ودخل شهباز شريف معترك الحياة السياسية في باكستان، بصفته صانعًا للسلام بين أحزاب الائتلاف، التي غالبًا ما تشب بينها الخلافات بشأن السياسات الرئيسية.وتزعم شريف المعارضة وحزب الرابطة الإسلامية الباكستانية، الذي تولى مسؤوليته بعد إدانة شقيقه الأكبر نواز في العام 2017، بتهمة إخفاء الأصول المتعلقة بقضية وثائق بنما.كيف أنقذ شهباز شريف باكستان؟وبعد عزل رئيس الوزراء السابق عمران خان في العام 2022، وتشكيل حكومة انتقالية، تولى شهباز شريف رئاسة الحكومة، وكان له دوز بارز في دعم باكستان وإنقاذها من ديون صندوق النقد الدولي.وحقق شريف أكبر إنجازاته، خلال فتره رئاسته للحكومة عام 2023، عندما طرح خطة إنقاذ بين صندوق النقد الدوليّ وباكستان، التي كانت على مشارف التخلّف عن دفع الديون، إذ تم التوقيع على الاتفاق بعد أن أجرى اتصالًا شخصيًا مع رئيسة الصندوق كريستالينا جورجيفا.ولكن رغم ذلك، بلغ التضخم في عهد حكومته مستوى مرتفعًا عند 38%، مع انخفاض قياسيّ في قيمة الروبية، وهو ما يعود بشكل أساسيّ إلى الإصلاحات الهيكلية التي استلزمها برنامج صندوق النقد لتحقيق الاستقرار في الاقتصاد.ولكن ما زالت باكستان غارقة في أزمة اقتصادية، يشوبها التضخم، إذ يحوم حول 30%، وتباطؤ النمو الاقتصاديّ إلى نحو 2%، وسيوجب على شريف إلى العمل لتكرار إنجازه السابق، وطرح خطة إنقاذ جديدة، كما سيحتاج إلى اتفاق جديد موسع لدفع الاقتصاد الباكستانيّ نحو التعافي.ويرى محللون سياسيون، أنه يتوجب على شريف الحفاظ على العلاقات مع الجيش، الذي يسيطر بشكل كامل على باكستان. (وكالات)