يخشى غالبية الأميركيين من احتمال حدوث مشهد مماثل لانتفاضة 6 يناير 2021 في مبنى الكابيتول الأميركي مرة أخرى في السنوات المقبلة، وفقًا لاستطلاعات الرأي الأخيرة، مما يكشف عن مخاوف واسعة النطاق بشأن الاستقطاب والانقسام في السياسة، وفقا لمجلة "نيوزويك" الأميركية.كما كشف الاستطلاع، الذي أجرته شركة "ريدفيلد آند ويلتون ستراتيجيز" نيابة عن مجلة نيوزويك في 19 ديسمبر، وشمل 1500 من البالغين الأميركيين، أن عدد الأشخاص الذين يعتقدون أن الحقيقة الكاملة حول الحادث لم يتم نشرها علنًا أكبر من أولئك الذين يعتقدون ذلك، حيث لا تزال الأسئلة قائمة في الخطاب السياسي حول دور إنفاذ القانون في الانتفاضة.تشير النتائج إلى أنه بعد مرور 3 سنوات، لا يزال السادس من يناير هو التاريخ الذي لا يزال يثقل كاهل العديد من الأميركيين، الذين قد يعتبرونه بمثابة بداية حقبة جديدة من الاضطرابات الاجتماعية وانعدام الثقة في المؤسسات العامة.الهجوم على الكابيتولفي السياق، قالت أستاذة السياسة الأميركية في جامعة كوليدج لندن جولي نورمان إنه "من الواضح أن الأميركيين أصبحوا أكثر قلقا بشأن العنف السياسي بعد 6 يناير" . وأضافت "حتى بعد مرور ما يقرب من 3 سنوات، يرى العديد من الأميركيين أن الاستقطاب والانقسامات السياسية لا تزال عميقة، إن لم تكن أعمق، مما كانت عليه في الانتخابات الأخيرة. وحقيقة أننا نتطلع إلى تكرار محتمل للمتنافسين مع بايدن المحتمل إن مباراة ترامب لا تؤدي إلا إلى تفاقم المخاوف من حدوث اضطرابات محتملة".على الرغم من تعهد الرئيس جو بايدن "بعدم تقسيم الأمة، بل توحيدها" بعد مغادرة دونالد ترامب البيت الأبيض، إلا أنه يمكن القول إنه لم يفعل ذلك. ووجد استطلاع أجراه مركز بيو للأبحاث وشمل 8480 بالغا في الفترة من 10 إلى 16 يوليو أن الأميركيين أصبحوا الآن أكثر استقطابا من ذي قبل، حيث قال 65% إنهم يشعرون بالإرهاق و55% غاضبون من السياسة الأميركية.سيناريوهات متوقعةمن المتوقع أن تظهر روايتان متنافستان مع توجه أميركا إلى صناديق الاقتراع مرة أخرى، حيث تعلن كل منهما عدم شرعية الأخرى. وقد اقترح ترامب بالفعل أنه يعتقد أن انتخابات عام 2024 أيضًا يمكن أن تكون عرضة للتدخل، بينما يسعى آخرون إلى حذف اسمه من بطاقة الاقتراع بسبب دوره المزعوم في 6 يناير، وكل ذلك قد يزرع بذور المعارضة وانعدام الثقة في النظام الديمقراطي الذي يمكن أن يؤدي إلى نقطة اشتعال.في ظل هذا المناخ، وجد استطلاع مجلة "نيوزويك" أن 56% من الأميركيين يعتقدون عموماً أن حدثاً آخر على غرار يوم 6 يناير يمكن أن يحدث مرة أخرى، مقارنة بـ13% يعتقدون أن ذلك غير مرجح.وفي الوقت نفسه، قال 68% إن ترامب سيتهم بايدن بالغش إذا خسر، بينما يعتقد 51% أن بايدن سيفعل الشيء نفسه إذا خسر. وشعر نحو 63% أن انتخابات 2024 ستؤدي إلى أعمال شغب بشكل ما، ولكن مع اعتقاد عدد أكبر من الناس أن فوز ترامب سيفوق فوز بايدن.وأشار أستاذ التاريخ الأميركي في جامعة نوتنغهام كريستوفر فيلبس إلى أن المخاوف من 6 يناير أخرى لها ما يبررها. وقال إن السادس من يناير كان "جزءًا من محاولة بتحريض من ترامب لوقف التداول السلمي للسلطة" والذي "لم يحدث من قبل في كامل تاريخ الجمهورية الأميركية".(ترجمات)