أكّد وزير الداخلية التركي أنّ بلاده رفعت القدرة الاستيعابية لمعابرها الحدودية لتمكين أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين من العودة إلى ديارهم بعد سقوط بشار الأسد. وتقاطر المئات إلى الحدود الجنوبية لتركيا مع سوريا بعد إطاحة الأسد الأحد، وقد سارعت أنقرة لرفع القدرة الاستيعابية لمرافقها الحدودية، وفق تصريحات لوزير الداخلية علي يرلي كايا نشرت الثلاثاء. وقال يرلي كايا "رفعنا القدرة الاستيعابية اليومية للعابرين والتي كانت تبلغ 3 آلاف شخص، إلى ما بين 15 ألفا و20 ألف شخص". تؤوي تركيا نحو 3 ملايين لاجئ فروا من سوريا بعد اندلاع النزاع عام 2011، وتأمل أنقرة بأن يدفع التحوّل الجذري الراهن كثراً منهم للعودة إلى ديارهم. وقال يرلي كايا إن ما بين 300 و400 شخص عبروا الحدود الأحد، لكن بحلول ظهر الإثنين "تضاعف" هذا العدد. وأوضح الوزير أنه سيعقد اجتماعاً، الأربعاء، مع منظمات مجتمع مدني سورية في تركيا، وأخرى تركية معنية بشؤون السوريين في البلاد، وفق ما نقلت عنه وكالة أنباء الأناضول الرسمية. وأشار إلى عودة أكثر من 738 ألف سوري "طوعاً" من تركيا إلى بلدهم، منذ عام 2016، لافتاً إلى أن بلاده ما زالت تؤوي مليونين و936 ألف شخص. تتشارك تركيا مع سوريا حدوداً بطول 900 كلم، أما المعابر الحدودية الرسمية فعددها 5.إعادة فتح معبر حدودي الإثنين، أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إعادة فتح معبر حدودي في محافظة هاتاي بجنوب تركيا، كان مغلقاً منذ العام 2013 لتسهيل عودة اللاجئين. وقال إردوغان في خطاب ألقاه إثر اجتماع لحكومته "بهدف تجنب الازدحامات وتسهيل الانتقال، نفتح معبر يايلداغي (كسب من الجانب السوري) الحدودي للعابرين". وقال الرئيس التركي "أعتقد أن رياح التغيير القوية التي تهب على سوريا ستعود بالفائدة على كل السوريين، خصوصاً اللاجئين. تزامناً مع استعادة سوريا استقرارها، ستزيد عمليات العودة الطوعية. سينتهي توق السوريين للعودة إلى بلدهم الأم منذ 13 عاماً". مع تزايد الشعور المناهض للسوريين في المجتمع التركي، تسعى أنقرة لتمكين أكبر عدد ممكن من اللاجئين من العودة إلى ديارهم. وقال يرلي كايا إن 1,24 مليون شخص، أي نحو 42% من اللاجئين السوريين في تركيا يتحدّرون من محافظة حلب (شمال)."سنبذل جهوداً لإعادتهم"صباح الإثنين أفاد مراسلو وكالة فرانس برس بتجمّع مئات اللاجئين عند معبر جيلفي غوزو الحدودي الذي يقع على بعد 50 كيلومتراً إلى الغرب من حلب، ثاني أكبر أكبر مدن سوريا. وقال يرلي كايا "لو أخبرهم أحد قبل 3 أيام بأن هذا ما سيحدث، لما صدّق أحد منهم ذلك". وتابع "لقد حدثت مأساة كبرى في سوريا والآن حان الوقت للابتهاج. سنبذل جهوداً هائلة لإعادتهم إلى ديارهم". وقال مكتب إردوغان الثلاثاء إن الرئيس التركي أجرى سلسلة محادثات هاتفية منفصلة بشأن سوريا مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني. في المحادثة مع فون دير لايين، تطرّق إردوغان إلى جهود تبذل لضمان "العودة الآمنة والطوعية للسوريين إلى بلادهم" لافتا إلى أن "إعادة إعمار سوريا ستسرّع عودة السوريين".(أ ف ب)