توجّه أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح إلى الكويتيّين بكلمةٍ شاملة تناولت غالبية المواضيع البارزة في البلاد، وذلك لمناسبة العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك. وتضمنت كلمة أمير الكويت، أمس الأحد، سلسلةً من المواقف البارزة حول قضايا داخلية وخارجية. كلمة أمير الكويت في العشر الأواخر من رمضان من ملفّ الجنسية، إلى الإصلاحات السياسية، إلى ترسيخ مفهوم الهوية، إلى القضية الفلسطينية، كلّها مواضيع حضرت في كلمة أمير الكويت. فداخليًا، وفي ما يخصّ ملف الجنسية، لفت الشيخ مشعل إلى محاولات من وصفهم بـ"مثيري الفتنة ودعاة الفرقة" إلى الترويج للشائعات وتحريف الحقائق والأقاويل من أجل زعزعة وحدة الصف والتشكيك بالقرارات المتخذة بهذا الشأن. فأمير الكويت الذي أكّد حرصه على إقامة التوازن بين الحزم بشأن الوحدة الوطنية، وبين تحقيق العدالة بشأن قضايا الجنسية، شدد على أنّ "القانون هو أساس التعامل بعيدًا من الضغوط السياسية والمزايدات"، مؤكدًا اتخاذ الإجراءات القانونية كافةً بحسب المبادئ الإنسانية. وقد أثارت قضة الجنسية الكويتية، عبر إسقاطها عن البعض في حملةٍ بدأت السلطات الكويتية تنفيذها مطلع شهر مارس من السنة الفائتة لأسباب متعددة أبرزها التزوير، ردود أفعال كثيرة كونها من المواضيع الحساسة في البلاد، وسط دعوات مؤخرًا لمراجعة الآليات المعتمدة في سحب الجنسية في ظلّ أحدايث حول ازدواجية المعايير بشأنها.هذا، في ما يخصّ الجنسيّة، أمّا في ما يخصّ الهوية وترسيخها، فقد أوصى أمير الكويت، بالتمسك بالمكتسبات الوطنية ونهج الكويت الديمقراطي والدستور، وشدد على التصدي لمن يحاول أن يعبث بالأمن ويضرّ بمصالح المواطنين. وقال: "الهوية الوطنية هي السياج التي تحمي وطننا من أجل مجابهة أيّ تهديد". وقد سأل الله لكي يُسلّم البلاد "لأهلها الأصليين وأن تكون خالية من أيّ شوائب"، على حدّ قوله، موضحًا أنّ "تعطيل بعض المواد الدستورية كان من أجل علاج مرض عضال أهلك الممارسة الديمقراطية"، ومؤكدًا أنه سوف تتم إعادة هذه الديمقراطية بثوبها الجديد". وبعث الأمير برسالة طمأنةٍ إلى الكويتيين، مشددًا على أنّ الإنجازات آتية ويجب التروي من أجل جني ثمارها في وقتٍ قريب.القضيّة الفلسطينية لم تغب عن كلمة أمير الكويت وعلى صعيدٍ آخر، وفي ما يتعلّق بسياسة البلاد الخارجية، شدد أمير الكويت على أنّ بلاده باقية على نهجها الديبلوماسي في ما يخصّ "الدول الصديقة والشقيقة"، وأنّ الكويت ثابتة في مواقفها حيث تقف بوجه الظلم وإعلاء الحق. وأكمل بأنّ القضية الفلسطينية ستبقى متصدرة قائمة الأولويات، وأنّ الكويت باقية على موقفها الداعم للفلسطينيين حتّى نيلهم حقوقهم المشروعة كافةً. وأخيرًا في كلمة أمير الكويت أكّد استمرار نهج بلاده بمختلف القضايا الإنسانية، إضافةً إلى دعم الدول الصديقة والشقيقة بمواجهة الصعاب والحرص على تطبيق الالتزامات الدولية بشأن حقوق الإنسان. (المشهد)