تحركات مُكثّفة يقوم بها الوسطاء الدوليون من أجل التوصل لاتفاق حول وقف إطلاق النار في غزة، مقابل صفقة لتبادل الأسرى، قبل شهر رمضان، في خطوة وصفها محللون بأنها انفراجة كبيرة في ملف المفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية.فقبل يومين استقبلت العاصمة المصرية، وفدًا من قيادات حركة "حماس"، وذلك لبحث إقرار الهدنة، ثم تلاها زيارة لكبير مستشاري الرئيس الأميركيّ جو بايدن، إلى مصر لمناقشة الأمر ذاته، وفي الأخير أعلنت مصادر عن إقامة جولة مفاوضات جديدة غدًا الجمعة في باريس، بمشاركة أجهزة الاستخبارات في أميركا ومصر وقطر وإسرائيل، بخصوص وقف إطلاق النار.مرونة من "حماس" وإسرائيلوفي هذا الإطار، قال محللون سياسيون في حديث لمنصة "المشهد"، إنّ "هناك انفراجة كبيرة في ملف التفاوض بخصوص إقرار هدنة في غزة قبل بداية شهر رمضان، خصوصًا بعد أن شهدت المفاوضات خلال الأيام الماضية تراجعًا عن بعض الشروط من قبل حركة "حماس"، والتي كانت تطالب بوقف كامل وفوريّ للحرب في غزة، وكذلك المرونة التي أبدتها تل أبيب في ما يتعلق بدخول المساعدات الإنسانية للقطاع المحاصر، والذي بلغ الوضع فيه خطر المجاعة".ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر الماضي، ردًا على عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها فصائل فلسطينية، يقوم الجيش الإسرائيليّ بعمليات عسكرية موسعة في قطاع غزة، ما أدى إلى وفاة أكثر من 29 ألف شخص، فضلًا عن تدمير البنية التحتية للقطاع.أمام هذه المستجدات، قال أستاذ العلاقات الدولية الفلسطينيّ الدكتور حامد فارس، إنّ "المفاوضات ولأول مرة تشهد حلحلة من الطرفين، خصوصًا بعد المرونة التي أبدتها "حماس" للتراجع عن الشرط الرئيسيّ لإنفاذ الهدنة طويلة الأمد، والتي كان تصرّ عليها، وهي وقف كامل وفوريّ لإطلاق النار مرة واحدة".وأوضح فارس في حديث لمنصة "المشهد"، أنّ الجانب الإسرائيليّ أبدى مرونة أيضًا، خصوصًا في ما يتعلق بالسماح بدخول المساعدات إلى قطاع غزة، وتحديدًا منطقة الشمال"، لافتًا إلى أنّ المقترح المصريّ الخاص بإقرار الهدنة على مراحل كان هو الأقرب للتطبيق.ضغوط أميركية لإقرار الهدنةوأشار إلى أنّ الأزمة في طريقها للانفراج بعد الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة على إسرائيل لإقرار هدنة قبل بداية شهر رمضان، لافتًا إلى أنّ أميركا تتعرض لضغوط كبيرة بسبب حرب غزة، على المستوى الدولي، وكذلك على المستوى المحلي، إذ تراجعت شعبية الرئيس الأميركيّ جو بايدن بنسبة كبيرة، خصوصًا في فئات الشباب، قبل الانتخابات الأميركية المقرر لها نهاية العام الجاري.وأشار أستاذ العلاقات الدولية إلى ذلك بقوله: "على الرغم من الفيتو الأميركيّ على المقترح الجزائريّ في الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار، إلا أنّ مندوبة الولايات المتحدة بعدها بساعات قالت إنّهم سيعملون على مشروع هدنة إنسانية في القطاع".ورأى فارس، أنّ الولايات المتحدة هي الخاسر الأكبر من حرب إسرائيل على قطاع غزة، لذلك تقوم حاليًا بالضغط على إسرائيل من أجل إقرار هدنة إنسانية، ومن المقرر أن يُعقد في باريس، غدًا الجمعة، اجتماع يضم أميركا ومصر وقطر وإسرائيل، لبحث الاتفاق.تفاؤل حذرعلى الجانب الآخر، بدا مساعد وزير الخارجية المصريّ الأسبق السفير جمال بيومي أكثر حذرًا في تفاؤله بخصوص إقرار هدنة إنسانية في القطاع قبل شهر رمضان.وقال بيومي في حديث "المشهد"، إنّ "الجهود الرامية لوقف إطلاق النار في غزة لم تتوقف منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر، ولكن حين يكون هناك اجتماعات معلنة يتجدد الحديث والأمل في وقف إطلاق النار".وأضاف بيومي، أنّ "مصر لم تقم بسحب السفير المصريّ من تل أبيب ردًا على العدوان الإسرائيلي، لأنها تقوم بدور الوساطة في هذه الأزمة، ويجب أن تحظى بثقة كل الأطراف، على الرغم من انحيازها الواضح والمعلن للقضية الفلسطينية".وردًا عن سؤال حول إمكانية حدوث انفراجة في الأزمة وإقرار هدنة، خصوصًا بعد اجتماعات القاهرة خلال اليومين الماضيَين، واجتماع باريس في الغد، قال مساعد وزير الخارجية المصريّ الأسبق: "الاحتمال ضعيف فأنا لا أثق في تصريحات الحكومة الإسرائيلية، ولكن على كل حال أتمنى أن يتم إقرار هدنة".وترددت معلومات مصدرها موقع "أكسيوس" الأميركيّ، تفيد بأنّ النقطة الشائكة الرئيسية للخلافات بين "حماس" وإسرائيل، تتركز حول عدد السجناء الفلسطينيّين الذين سيتم إطلاق سراحهم، وكيفية تحديد القائمة للمرحلة الأولى، ما يمكن أن يكون اتفاقًا من 3 مراحل.(مصر - المشهد)