كان الجميع في دوما، إحدى ضواحي دمشق، يعرفون مصنع رقائق البطاطس كابتن كورن المملوك لمحمد التوت، وشعار العلامة التجارية: "أوليه، أوليه، أوليه، كابتن كورن، أوليه". ثم في يوم من الأيام قبل 7 سنوات، دخل جنود سوريون وأعلنوا أنها منطقة عسكرية مغلقة. كانت الشاحنات التي تحمل لوحات أرقام لبنانية تجلب معدات ثقيلة، وكانت الشاحنات التي لا تحمل علامات تحمل المنتج الجديد للمصنع، والذي ظل لغزًا للجيران. سمع البعض أنه تحول إلى صناعة البسكويت، والبعض الآخر سمع أنه يصنع محارم الدورة الشهرية. ولكن في الليل كانت "روائح غريبة" تنبعث من المصنع، كما قال أحمد، الذي كان يدير محلًا للفلافل في نهاية الطريق.تجارة المخدراتكان الجنود ينتمون إلى الفرقة المدرعة الرابعة، وهي حرس بريتوري بقيادة ماهر الأسد، شقيق بشار، وكما اكتشف سكان دوما هذا الأسبوع، كان الجنود النخبة يحرسون أحد أكبر مصانع تصنيع المخدرات في البلاد، وفقا لصحيفة "التايمز". وكان الكبتاغون، وهو المنشط من نوع الأمفيتامين المعروف باسم الفينثيلين، يُنتَج ويُعبأ على نطاق صناعي حتى الإطاحة بالأسد قبل أسبوع. الحبوب كانت تُعبأ ثم تُهرَّب إلى الأردن والمملكة العربية السعودية، مما جلب لنظام الأسد ما يقدر بنحو 5 مليارات دولار سنويًا من عائدات المخدرات، وفقا للصحيفة.في البداية، كان المخدر يغذي المقاتلين على جانبي الحرب الأهلية التي اندلعت في عام 2011، ومع فرض العقوبات الغربية على حكومة الأسد، أصبح إنتاجه أحد المصادر الرئيسية لإيرادات نظامه. وبينما كان يملأ خزائنه، فقد أدى إلى انتشار أوبئة المخدرات في الدول المجاورة. 60 طناً من المخدرات"لقد عثرنا على 60 طناً من المخدرات"، كما قال توت. وكان المصنع يحتوي على سلسلة كاملة من إنتاج الكبتاغون، من خلط المواد الكيميائية إلى صب الحبوب وتعبئتها في فواكه صناعية وأجهزة كهربائية. كانت هناك آلاف الحبوب ملقاة في كل مكان، بعضها لا يزال داخل بطيخ بلاستيكي وبرتقال ورمان بجوار علب الفاكهة. وكانت حبوب أخرى محشوة في مثبتات الجهد جاهزة للتهريب عبر الحدود إلى الأردن. كما تم إشعال النار في غرفة مليئة بالحشيش.قالت كارولين روز، التي تقود أبحاثًا حول التجارة لصالح معهد نيو لاينز ومقره الولايات المتحدة: "ربما كان هذا أحد أكبر مصانع الكبتاغون. تلقينا تقارير تفيد بأن ماهر كان يسيطر على مختبرين كبيرين، أحدهما في اللاذقية والآخر في دوما. لدي شعور بأن هذا هو الذي تلقينا معلومات عنه قبل 3 سنوات".(ترجمات)