أرجأت محكمة الاستئناف في باريس الخميس إصدار قرارها بشأن طلب إطلاق سراح الناشط اللبناني المؤيد للفلسطينيين جورج إبراهيم عبد الله، المعتقل منذ 40 عامًا لإدانته بالتواطؤ في اغتيال دبلوماسيَين أميركي وإسرائيلي في فرنسا، حتى 19 يونيو، وفق ما أفاد مصدر قضائي. وبحسب هذا المصدر ومحاميه جان لوي شالانسيه، فإن المحكمة أرجأت قرارها حتى يتمكن المحكوم عليه من إبراز إثباتات على التعويض للأطراف المدنية، وهو ما كان يرفضه حتى الآن.قضية جورج إبراهيم عبد اللهويوم 23 فبراير 1987، بدأت محاكمة جورج عبد الله في قضية اغتيال الدبلوماسيّين. وفي قاعة محكمة بدت أشبه بمعسكر محصّن خوفًا من أي هجمات محتملة، دخل المتهم الذي كان في سن 35 عاما إلى قفص الاتهام مرتديا سترة عسكرية باللون الكاكي.وبعد شهرين من المحاكمة، انهارت النظرية القائلة بأن إخوة عبد الله هم مرتكبو موجة الهجمات، إثر توقيف الجناة الحقيقيين، وهم أفراد موالون لإيران. وحُكم على قائد هؤلاء فؤاد علي صالح، وهو تونسي متحالف مع "حزب الله"، بالسجن مدى الحياة في عام 1992، وما يزال مسجونًا في فرنسا. ومذاك، أوقف الإعلام التداول باسم جورج عبد الله الذي سقط تدريجيًا في النسيان.واليوم، بات جورج عبد الله، بلحيته السوداء الكثة التي غزاها الشيب، في سن 73 عاما، ويعيش في زنزانة في سجن لانميزان (جنوب غرب)، فيها علم تشي غيفارا الأحمر وصحف ورسائل تراكمت خلال 40 عامًا في السجن. وقد دأب على رفض تعويض الأطراف المدنية أو التخلي عن قناعاته. ويبدو أن الجميع نسوا أمره، باستثناء اللجنة التي تدعمه والولايات المتحدة، التي وجهت كتابًا إلى المحاكم الفرنسية قبل أن تدرس طلبًا جديدًا للإفراج عنه في ديسمبر، لإبداء "معارضتها الشديدة" لإطلاق سراحه. (المشهد)