كانت فكرة ما يسمى "محور المقاومة" بسيطة وهي :عندما تندلع حرب كبيرة مع إسرائيل، تنضم جميع الميليشيات المدعومة من إيران في الشرق الأوسط إلى القتال، لكن هذا لم يحدث وتعرضت الميليشيات لضربات قاسية على مدار قرابة عام، بحسب ما جاء في تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" .وأكد مراقبون أنّ المحور أظهر ضعفه وأنه "أكثر تجزؤًا مما توقعه الكثيرون في المنطقة، وأنّ إيران تخشى أن يؤدي توسيع الحرب إلى تحويل إسرائيل قوتها النارية إلى طهران". وقال الباحث في معهد دول الخليج العربيّ في واشنطن علي ألفونيه: "كان ما يسمى بمحور المقاومة منذ بدايته، خيالًا دعائيًا تم إنشاؤه إلى حدّ ما لتعزيز هيبة إيران". وأضاف: "في السنوات الأخيرة، حققت الميليشيات بعض الانتصارات العسكرية الصغيرة، ولكن عندما تعلق الأمر بخصوم أكثر جدية أو جهة فاعلة مثل إسرائيل، كانت اللعبة مختلفة".المعادلة تغيرتوعلى عكس الإيرانيّين، يتحدث المقاتلون اللبنانيون اللغة العربية، ما سمح لـ"حزب الله" بإرسال خبرائه لتبادل المهارات مع الجماعات الأخرى، ما عزز قدرة "حماس" على بناء الأنفاق على سبيل المثال، وعزز قدرات العراقيّين و"الحوثيّين" الصاروخية. وأقام الأمين العام للحزب حسن نصر الله علاقات شخصية متينة مع قادة المجموعات الأخرى، حيث عمل كمستشار وقدوة.وأكد التقرير أنه بعد سلسلة الهجمات الإسرائيلية السريعة على "حزب الله" خلال الأسبوعين الماضيين، وتفجير الآلاف من أجهزة الاستدعاء وأجهزة الاتصال اللاسلكيّ التابعة للحزب، وقتلها العديد من كبار قادته، وصولًا إلى اغتيال حسن نصر الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، اهتز أعضاء "المحور" بشدة، إذ يبدو أنهم لم يكونوا مستعدين لاحتمال أن يتكبد "حزب الله" مثل هذه الخسائر المعوقة.ولا يزال من غير الواضح سبب عدم مساندة المحور لـ"حزب الله" في الأسابيع التي كانت فيها إسرائيل تكثف هجومها على الحزب، وصولًا إلى اغتيال حسن نصر الله.وقال التقرير "يبدو أنّ هناك اعتقادًا راسخًا بينهم، بأنّ حزب الله لا يزال بإمكانه مواجهة إسرائيل وحده، على الأقل حتى الآن، بانتظار الخطوات العسكرية الإسرائيلية التالية".موقف سورياوبعد تأكيد خبر اغتيال حسن نصر الله، انتظر الرئيس السوريّ بشار الأسد يومين لإصدار بيان حداد عليه، على الرغم من أنّ "حزب الله" أرسل آلاف المقاتلين لضرب المعارضة قبل بضع سنوات فقط. أما "حماس" المتدهورة للغاية منذ ما يقرب من عام من الحرب مع إسرائيل في غزة، فلا يمكنها تقديم المساندة للحزب. ومن جهتهم، شن "الحوثيون" في اليمن والمجموعات المسلحة في سوريا والعراق هجمات استهدفت إسرائيل والقواعد العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط، لكن تم صدها إلى حدّ كبير.(ترجمات)