ما بدأ كمزحة في برنامج تلفزيوني ساخر أصبح حقيقة. فقد اختفى اسم المكان هذا، المقبول دوليًا منذ عام 1776، من الخرائط التي يراجعها الأميركيون افتراضيًا بفضل هذا التطبيق المعروف. فقد تغيّر اسم خليج المكسيك بأمر من ترامب.وفي التفاصيل أحدث تطبيق خرائط غوغل، وهو أداة تتيح لك استكشاف الأماكن المهمة والعثور على الاتجاهات في أيّ مكان في العالم فعليًا؛ تغييرًا كبيرًا ومثيرًا للجدل على نظامه الأساسي. بعد أن غيّر اسم خليج المكسيك بأمر من ترامب،فلن يتمكن المستخدمون في الولايات المتحدة الآن من العثور على خليج المكسيك على الخرائط. وسوف يجدون بدلاً من ذلك تسمية جديدة: خليج أميركا.وُلدت هذه الفكرة من البرنامج الكوميدي الأميركي The Colbert Report، الذي تم بثه في عام 2010، وتم إحياؤها بمساعدة غوغل. تغيير تسمية خليج المكسيك بأمر من ترامبويأتي هذا القرار من قبل عملاق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في أعقاب أمر تنفيذي وقعه دونالد ترامب في اليوم الأول من عودته إلى البيت الأبيض كرئيس للولايات المتحدة.وأوضح الرئيس، الذي حث الوكالات الفيدرالية على اعتماد الاسم الجديد على الخرائط الرسمية وفي الاتصالات الحكومية، قراره بأنه خطوة "لاستعادة اعتزاز الأميركيين بتاريخهم".وفي الوقت نفسه، أعلن ترامب يوم 9 فبراير "يوم الخليج لأميركا"، مسلطًا الضوء على أهمية هذه المنطقة لتاريخ بلاده واقتصادها.لماذا قبلت خرائط غوغل هذه التسمية الجديدة؟الآن بعد أن قام نظام معلومات الأسماء الجغرافية، وهو قاعدة بيانات تحتوي على أسماء ومعلومات حول المواقع الجغرافية في الولايات المتحدة، بتغيير اسم المكان رسميًا من "خليج المكسيك" إلى "خليج أميركا"، أجرت خرائط غوغل، تمشيًا مع ممارسات البيانات الضخمة، التحديث أيضًا.وأوضحت الشركة أنها تحافظ على سياستها المتمثلة في عكس الأسماء الرسمية، على سبيل المثال، يشار إلى "الخليج الفارسي" باسم "الخليج العربي" في الدول العربية. وغالبًا ما تعتمد القرارات على أسماء الحكومات المحلية الرسمية والممارسات الثقافية.لذلك في هذه الحالة، سيرى الأشخاص الذين يستخدمون الخرائط في الولايات المتحدة "خليج أميركا"، بينما سيرى الأشخاص الذين يستخدمون الخرائط في المكسيك "خليج المكسيك". ردود الفعل في البلاد وفي المكسيكوخلافاً لرغبة المروج، أظهر استطلاع للرأي أجرته رويترز وإيبسوس مؤخراً أن 70% من الأميركيين لا يوافقون على تغيير الاسم.وهذا ما جعل الأمر التنفيذي واحدًا من أقل القرارات شعبية حتى الآن من إدارة ترامب. كما أثار القرار وآثاره العملية، كما كان متوقعا، ردود فعل دولية.الأهم في المكسيك، حيث طلبت رئيستها كلوديا شينباوم صراحة في رسالة إلى الرئيس التنفيذي لشركة غوغل، ساندر بيتشاي، أن تمتنع غوغل عن استبدال اسم خليج المكسيك بخليج أميركا في تطبيقها لرسم الخرائط.وأشارت السيدة شينباوم إلى أنه لا يمكن فرض الاسم الجديد من جانب واحد وأنه من الضروري احترام حقيقة أن "خليج المكسيك" أصبح اسمًا مقبولًا دوليًا منذ عام 1776 ومسجلًا قانونيًا في فهارس المنظمة الهيدروغرافية الدولية (IHO)، وهي مؤسسة تضم المكسيك والولايات المتحدة عضو فيها.من يملك خليج المكسيك؟خليج المكسيك هو حوض محيطي كبير تحده المكسيك والولايات المتحدة وكوبا، وهو لا ينتمي إلى أي دولة معينة.وبموجب القانون البحري الدولي، يتم تقسيم نطاقه بين المياه الإقليمية والمياه الدولية.وبالتالي، يحق لكل دولة ساحلية الحصول على منطقة اقتصادية خالصة تصل إلى 200 ميل بحري من سواحله، مما يمنحها الحق في استغلال الموارد الطبيعية، مثل صيد الأسماك أو النفط أو الغاز.وفي وسط الخليج توجد منطقة تعرف باسم "دونا ديل هويو" أو "بوليغونو دي لا بيرديدا"، وهي منطقة دولية ولا تنتمي إلى أي دولة.ما هي الدولة التي لديها أكبر مساحة في الخليج؟وبسبب هذا الترسيم، تسيطر المكسيك على أكثر من 60% من مياه الخليج، التي تغمر ولايات تاماوليباس، وفيراكروز، وتاباسكو، وكامبيتشي، ويوكاتان.وتمتلك الولايات المتحدة نحو 30% منه، وتطل سواحل فلوريدا وألاباما وميسيسيبي ولويزيانا وتكساس على الخليج. من ناحية أخرى، تمتلك كوبا نسبة الـ 10% المتبقية، والتي تتزامن مع الخط الساحلي لمقاطعتي بينار ديل ريو وأرتيميسا.ومن حيث السيادة، لا يمكن لأي من هذه الدول أن تطالب بخليج المكسيك بأكمله. ويتعين عليهم أن يكتفوا بالسيطرة على مجالهم البحري ضمن الحدود التي حددتها اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار.(ترجمات)