شوهدت القوات الإسرائيلية اليوم الاثنين وهي تمهد أراضي وتشيد أبراج مراقبة ضمن مناطق من قطاع غزة سيطرت عليها في الأيام القليلة الماضية في عملية عسكرية تقول الأمم المتحدة إن الجيش سيطر خلالها بالفعل على ثلثي مساحة القطاع أو أخلاها من السكان.
وأصدر الجيش أوامر متكررة بالإخلاء لمئات الآلاف من الفلسطينيين في المناطق الجنوبية والوسطى والشمالية منذ استئناف عملياته في غزة في 18 مارس، مما أجبرهم على النزوح إلى منطقة ضيقة المساحة على شاطئ البحر.
وقالت زكية سامي (60 عاما)، وهي أم لـ6 أطفال من مدينة غزة، أنها شاهدت الدبابات تنتشر بمناطق مرتفعة في أثناء فرارها من منزلها بعد أن أمر الجيش عائلتها بمغادرة حي الشجاعية.
وقالت لرويترز عبر تطبيق للدردشة "سيطروا على تلة المنطار اللي كنا ناخد أولادنا ليلعبوا هناك، وهلقيت متمركزين عليها ومن هناك بيقدروا يقصفوا أي بيت بدهم إياه في الشجاعية".
وأضافت "غزة في الأساس مكان صغير والإسرائيليين قاعدين بيقلصوا مساحتها أكتر وأكتر، إحنا قاعدين بيخنقونا في وقت لا فيه أكل والقنابل بتتساقط فوق روسنا".
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن إجمالي المساحة التي استولت عليها إسرائيل أو أصدرت أوامر بإخلائها بلغ 65% من قطاع غزة. وفي رفح وحدها أوضحت لجنة الإنقاذ الدولية أن 140 ألف شخص نزحوا خلال الأسبوعين الماضيين.
وقال سكان إن هناك مؤشرات متزايدة على أن الجيش يعد نفسه لإقامة طويلة إذ يشيد أبراج مراقبة في الشجاعية شمالا وفي الجنوب في أنحاء منطقة بين مدينتي خان يونس ورفح كانت في السابقة مستوطنة إسرائيلية تدعى موراج.
وأظهرت لقطات متداولة على مواقع التواصل رافعة كبيرة تحميها مدافع رشاشة وكاميرات مراقبة، إضافة إلى معدات حفر تعمل بالقرب من الشجاعية.
وأصدر الجيش خلال الليل أوامر إخلاء لعدة مناطق في دير البلح والزوايدة وسط قطاع غزة، وهما منطقتان نزح إليهما مئات الآلاف.
وفي دير البلح حمل السكان رجلا مصابا ولفوه ببطانية بعد انتشاله من بين أنقاض منزل دمرته غارة إسرائيلية.
"وين نروح؟"
قال تامر البرعي، وهو رجل أعمال من مدينة غزة نزح إلى دير البلح "وين نروح؟ هاد سؤال أكتر من اثنين مليون نسمة اليوم، قاعدين بيحشروا فينا".
وأضاف "ما فيش أكل، وإذا انوجد بيتم بيعه بأسعار خيالية والناس في انتظار الموت طول الوقت".
وتبلغ مساحة رفح 60 كيلومترا مربعا وكان يسكنها قرابة 300 ألف نسمة قبل الحرب وتمثل نحو 16% من مساحة القطاع.
وأضاف المكتب "محافظة رفح المعزولة تماما لم تقصف فقط، بل تم تدميرها ومحوها بشكل منهجي، في مشهد يعكس نية الاحتلال المبيتة لإفراغ الأرض من أهلها وتغيير معالمها الجغرافية والديموغرافية".
وأردف "لقد دمر الاحتلال أكثر من 90% من منازل محافظة رفح بشكل كامل، أي ما يزيد عن 20 ألف بناية تحتوي على أكثر من 50 ألف وحدة سكنية، إضافة إلى تدمير 22 بئر مياه من أصل 24 بئرا".
(وكالات)