يبدو أن الأمور في سوريا الجديدة لم تتضح بعد، فهناك اشتباكات مسلحة تدور على الأرض بين الإدارة الجديدة وفصائل لم تتضح هويتها، كما أن هناك تساؤلات تدور حول ما إذا كانت هذه الفصائل مدعومة من طهران، أم أنها فصائل من بقايا جيش الأسد، أم الاثنين معًا. يأتي ذلك في وقت أثار فيه نائب إيراني مسألة حساسة، بتصريحه أن طهران درّبت نحو 130 ألف مسلح في سوريا، ضمن قوات سمتها "قوات المقاومة السورية"، وهم مستعدون للتحرك وبدء الأعمال القتالية. كما انتشرت أنباء عن انشقاقات وانقسامات، بعد انتشار بيان منسوب لما يسمى بـ"أحرار هيئة تحرير الشام"، يتبرأ فيه من أحمد الشرع، منتقدًا سلوكه الشخصي والسياسي الجديد.فهل تشهد سوريا مواجهات متعددة الأطراف، بين الإدارة الجديدة والفصائل الموالية لإيران وبقايا جيش الأسد من جهة، وبين المؤيدين السابقين للشرع من جهة أخرى؟فقاعة إعلامية إيرانيةلمناقشة هذه المستجدات، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن في تصريحات لقناة "المشهد" عبر برنامج "استوديو العرب" إن "تصريح النائب الإيراني هو مجرد كلام وهي عبارات يطلقها الإيرانيون بين الحين والآخر، من أجل التأكيد بأنهم ما زالوا أقوياء داخل الأراضي السورية، وإذا ما خسرت إيران الشيعة والعلويين في سوريا، من سيقف معها؟، لذلك أؤكد أن تصريح النائب الإيراني هو مجرد فقاعة إعلامية من أجل الداخل الإيراني، فهم ليس لديهم أي مؤيدين داخل الأراضي السورية".وتابع قائلًا: "عندما كنا نجري استطلاعًا حول الشيعة، شتم أحد رجال الدين الشيعة إيران أمامي، وقال إن الأخيرة هي أكبر كذبة عرفناها في حياتنا كسوريين وكشيعة، ومشروعها لم يكن من أجل القدس وتحرير القدس، بل كان من أجل نشر النفوذ الإيراني، حيث وضعوا "حزب الله" في الواجهة لتهديد إسرائيل، ولكي تكون لديهم هيمنة في تلك المنطقة، وإيران التي تحدث عنها رجل الدين الشيعي، تركت آلاف الشيعة دون دخل ودون تأمين مسكن لهم يعيشون فيه، لذلك أقول إنها كذبة كبيرة".حرب إعلاميةوعن العمليات المسلحة الأخيرة في سوريا، قال عبد الرحمن: "هناك بعض الأشخاص الذين كانوا في السابق يحملون السلاح وكانوا من شبيحة النظام، وفي العادة، عندما تحصل أي عملية مداهمة، يجري إطلاق رصاص مباشر ويجري اشتباك بين المسلحين، وأحد المتهمين الذي اتهم بأنه مخبر في اللاذقية، لم يشتبك مع عناصر هيئة تحرير الشام، بل اشتبك مع مقاتلين من الساحل السوري من جبل التركمان، الذين أتوا من أجل اعتقاله كونه "مخبرا"، ووقع الاشتباك بينهم وقُتل اثنان من المهاجمين".وأردف بالقول: "نشر في الأمس أيضًا خبرًا يُفيد عن مقتل 6 من عناصر هيئة تحرير الشام بعملية عسكرية، وهذا خبر إعلامي ولم يحدث أي من ذلك على الأرض، لذلك أقول إنه ليس كل ما ينشر صحيح، فهناك حرب إعلامية بدأت على الأرض".وأضاف: "عدد المعتقلين الذين اعتقلتهم إدارة العمليات العسكرية في حمص وريفها نحو ألفي معتقل ومنهم مجرم حرب واحد تكلموا عنه ونتساءل هنا، من هم الآخرون؟، وفي المقابل، شركاء ماهر الأسد ما زالوا في بيوتهم في الساحل السوري، وهم الذين كانوا يخطفون السكان وينكلون بأبناء الطائفة العلوية ويتاجرون بالكبتاغون، وحتى هذه اللحظة لم يتم اعتقالهم، وفي بانياس أمس أول، اعتُقل رئيس فرع المخابرات السابق وهذا الشخص كان ينبغي أن يُعتقل منذ اليوم الأول لانطلاق العمليات العسكرية، كونه مرتكبا لمجازر بحق الشعب السوري منذ عام 2011، ومن بانياس إلى القنيطرة إلى كل المناطق، هناك أشخاص ينبغي أن يتم اعتقالهم ولم يُعتقلوا حتى الآن، كما أن هناك أفرادا ينبغي أن يُفرج عنها إذ ليسوا جميعهم مجرمي حرب ولا شبيحة ولم يكونوا حتى في جبهة القتال". وعن المؤتمر الوطني المرتقب، قال عبد الرحمن: "ليست فرصتنا أن ينظم المؤتمر بالطريقة التي يتم تنظيمه بها، فهناك أسماء مرشحة للمشاركة في المؤتمر وهم من بين الذين قاموا بارتكاب مجازر بحق أبناء الشعب السوري، وهم معروفون لدى المدنيين بأنهم ارتكبوا هذه الفظائع، والآن أجروا مصالحة مع القيادة الجديدة، لذلك أقول إن المؤتمر ينبغي أن يكون مؤتمرًا شاملًا واسعًا يشمل أبناء الشعب السوري المعارضين قبل المؤيدين، لأن كثيرا من قيادات المعارضة لم يجتمع معها أحمد الشرح حتى هذه اللحظة، بالتالي شهر العسل انتهى، نريد العمل، وعلينا أن نبدأ أولًا بملف المفقودين".(المشهد)