أصدر القضاء الإيراني حكما بالسجن 5 أعوام في حق ابنة الرئيس السابق أكبر هاشمي رفسنجاني بعد توقيفها على خلفية الاحتجاجات التي أعقبت وفاة الشابة مهسا أميني، وفق ما أفادت محاميتها وكالة فرانس برس الإثنين.وكانت وسائل إعلام محلية أفادت في 27 سبتمبر عن توقيف فائزة هاشمي (60 عاما) بشبهة "التحريض" على الاحتجاجات، التي أعقبت وفاة أميني في 16 منه بعد توقيفها من قبل شرطة الأخلاق على خلفية عدم التزامها القواعد الصارمة للباس الإسلامي.ووجه القضاء إليها بعد ذلك تهم "التواطؤ والاخلال بالنظام العام والدعاية ضد الجمهورية الإسلامية".وقالت محاميتها ندا شمس لوكالة فرانس برس إن "محكمة البداية قضت بحبس موكلتي 5 أعوام"، مشيرة إلى أنها "ستستأنف في المهلة القانونية هذا الحكم الذي لم يصبح نهائيا بعد".وسبق للنائبة السابقة والناشطة في مجال حقوق المرأة، أن دخلت في مواجهات مع السلطات، وتم توقيفها أكثر من مرة في الأعوام الماضية.ففي يوليو، وجهت إليها تهمة الدعاية ضد الجمهورية الإسلامية والتجديف في تعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي، وفق ما أفاد القضاء في حينه، وذلك في أعقاب تصريحات قالت فيها إن مطالبة إيران برفع اسم الحرس الثوري من القائمة الأميركية للمنظمات "الإرهابية" خلال مباحثات إحياء الاتفاق النووي، "يضر" بـ"المصالح الوطنية" لطهران.كذلك، أدلت فائزة بتعليقات تتعلق بخديجة زوجة النبي محمد، أوضحت لاحقاً أنّها "دعابة" لا تضمر نية "إهانة".وفي 2012 حُكم عليها بالسجن 6 أشهر لـ"الدعاية ضد الجمهورية الإسلامية".وفي أكتوبر، أشار المتحدث باسم السلطة القضائية مسعود ستايشي إلى أن القضاء أصدر حكما في حق فائزة في مارس الماضي "أدانها بالسجن 15 شهرا وعامين إضافيين من منع مزاولة أي نشاط على شبكة الانترنت"، من دون تقديم تفاصيل إضافية بشأنه. ويعد أكبر هاشمي رفسنجاني من أبرز الشخصيات الإيرانية في حقبة ما بعد انتصار الثورة الإسلامية العام 1979، وهو تولى رئاسة البلاد بين 1989 و1997. وكان محسوبا على التيار المعتدل، ومن دعاة تحسين العلاقات مع دول الغرب. وقتل المئات، بينهم عشرات من عناصر قوات الأمن، خلال الاحتجاجات التي تخللها رفع شعارات مناهضة للسلطات. كذلك تم توقيف الآلاف على هامش التحركات التي يعتبر مسؤولون إيرانيون جزءا كبيرا منها "أعمال شغب" يقف خلفها "أعداء" الجمهورية الإسلامية. وأعلن القضاء إصدار 17 حكما بالإعدام في قضايا اعتداء على عناصر من الأمن على هامش الاحتجاجات، تم تنفيذ 4 منها وتثبيت اثنين آخرين. استمرار الاحتجاجاتونظمت احتجاجات جديدة ضد النظام الإيراني في لندن وباريس في الأيام الأخيرة فيما تواصلت الاحتجاجات داخل إيران.وسبق للسلطات أن أوقفت الكثير من الشخصيات المعروفة من بينها رياضيون وفنانون دعموا الاحتجاجات.وتجمع محتجون في وقت متأخر الأحد أمام سجن في مدينة كرج في شمال البلاد بعد ورود تقارير عن نقل سجينين إلى الحبس المنفرد تمهيدا لإعدامهما المحتمل على ما أفادت مجموعات حقوقية خارج البلاد. وقال موقع "1500تصوير" إن حشودا ضمت والدة المحكوم عليه بالإعدام محمد قبادلو تظاهرت أمام سجن كوهردشت للمطالبة ب"انقاذ" روحه والسجين الآخر محمد بروغني. وحكم على الاثنين بعد إدانتهم بتهمة ارتكاب هجمات على القوى الأمنية ورُفض طلب الاستئناف الذي تقدما به. وأظهرت أشرطة فيديو عرضها "1500تصوير" الحشد يردّد شعارات ضد عقوبة الإعدام، وتعذّر على وكالة فرانس برس التحقق فورا من هذه المشاهد. وقال مكتب حقوق الإنسان في الأمم المتحدة الاثنين إنه "قلق جدا من انباء عن إعدام وشيك" للرجلين.وندّد البيت الأبيض الاثنين بتنفيذ أحكام إعدام في إيران، مؤكدا أن الولايات المتحدة تقف إلى جانب دول أخرى للمطالبة "بوقف فوري" لأحكام الإعدام. وقال مستشار البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي جايك ساليفان "نندد بإعدام محمد مهدي كرمي ومحمد حسيني والأحكام الجديدة الصادرة اليوم" في إشارة إلى شخصين أعدما السبت وثلاثة أحكام بالإعدام صدرت الاثنين. وأضاف "ننضم إلى شركاء لنا في العالم للمطالبة بوقف فوري لهذه التجاوزات. وستحاسب إيران". (وكالات)