بعد سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، سارعت إسرائيل لإعلان انهيار اتفاق فض الاشتباك بينها وبين سوريا المتفق عليه منذ العام 1974.وعملت إسرائيل على توسيع وجودها في المنطقة الحدودية مع سوريا، مؤكدة أهمية هضبة الجولان بالنسبة لأمنها القومي. أهمية هضبة الجولان ويوم الاثنين، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن الأراضي من مرتفعات الجولان في سوريا ستبقى جزءا من إسرائيل "إلى الأبد". ويُعرف عن هضبة الجولان، أنها ذات منطقة إستراتيجية تتمتع بأهمية سياسية وعسكرية واقتصادية كبيرة. وكانت هذه المنطقة بمثابة نقطة محورية للصراع والمفاوضات، وخصوصا بين إسرائيل وسوريا. شكّلت هضبة الجولان التي تبلغ مساحتها نحو 12 ألف كلم مربّع، تاريخيا موقعا للصراع العسكري، وخصوصا أثناء حرب الأيام الستة عام 1967، عندما استولت إسرائيل على المنطقة من سوريا. وبالإضافة إلى أهميتها العسكرية، فإن هضبة الجولان حيوية لمواردها المائية، حيث تعد المنطقة موطنا لطبقات عدة من المياه الجوفية المهمة وهي مصدر رئيسي للمياه لإسرائيل. علاوة على ذلك، تتمتع هضبة الجولان بأراض زراعية خصبة تدعم المحاصيل المختلفة والثروة الحيوانية.تداعيات سياسية تحمل هضبة الجولان أيضا تداعيات سياسية عميقة، حيث لا يزال وضع المنطقة قضية خلافية في العلاقات الإسرائيلية السورية. وضمت إسرائيل فعليا هضبة الجولان في عام 1981، حيث لم يعترف المجتمع الدولي بهذه الخطوة، والذي لا يزال ينظر إلى المنطقة على أنها أرض محتلة. وتمتد الأهمية الجيوسياسية لهضبة الجولان إلى ما هو أبعد من إسرائيل وسوريا، حيث أنها تؤثر على العلاقات مع الجهات الفاعلة الإقليمية الأخرى وتؤثر على ديناميكيات الشرق الأوسط الأوسع. وتدعم دول حول العالم حقّ إسرائيل في الجولان، وخصوصا في سياق المخاوف الأمنية والتهديدات المستمرة من الجماعات المسلحة المختلفة في المنطقة. فيما تدعو بلدان أخرى إلى العودة إلى حدود ما قبل عام 1967 كجزء من اتفاق سلام شامل مع سوريا. وحاولت سوريا استعادة هضبة الجولان في الحرب العربية الإسرائيلية عام 1973، ولكن ذلك تم إحباطه، حيث وقعت تل أبيب ودمشق هدنة في عام 1974 وكان الجولان هادئًا نسبيًا منذ ذلك الحين. وفي عام 2000، عقدت إسرائيل وسوريا محادثاتهما على أعلى مستوى بشأن عودة محتملة للجولان وتوقيع اتفاق سلام، لكن المفاوضات انهارت وفشلت المحادثات اللاحقة أيضا. وقالت إسرائيل في وقت سابق من الحرب الأهلية السورية التي استمرت أكثر من 13 عاما، إنها أظهرت الحاجة إلى الحفاظ على الهضبة كمنطقة عازلة بين المدن الإسرائيلية وعدم استقرار جارتها. ويعيش نحو 55 ألف شخص في الجزء الذي تحتله إسرائيل من هضبة الجولان، منهم نحو 24 ألفا من الدروز. (المشهد)