في الوقت الذي تحدثت تقارير الثلاثاء عن أن المحادثات التي استضافتها القاهرة بين حركة "حماس" ووسطاء بهدف التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، قد انهارت، نفى مسؤول مصري صحة هذه الأنباء.وأفاد مراسل "المشهد" في القاهرة نقلا عن مصدر مصري رفيع المستوى، أن المباحثات لا تزال مستمرة بهدف التوصل لهدنة في قطاع غزة وأنه لا صحة للمعلومات حول عدم التوصل لاتفاق حتى الآن. وأضاف المصدر أن "هناك مصاعب تواجه المباحثات ولكنها مستمرة". وكان القيادي الكبير في "حماس" باسم نعيم قال لرويترز في وقت سابق إن الحركة قدّمت مقترحها بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار إلى الوسطاء خلال يومين من المحادثات، وإنها تنتظر الآن ردا من الإسرائيليين الذين غابوا عن هذه الجولة.وأضاف نعيم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين "نتانياهو لا يريد اتفاقا، والكرة في ملعب الأميركيين" للضغط عليه من أجل التوصل إلى اتفاق.وتمتنع إسرائيل عن التعليق علنا على محادثات القاهرة.إسرائيل قاطعت المحادثاتوقال مصدر للوكالة في وقت سابق إن إسرائيل قاطعت المحادثات لأن "حماس" رفضت طلبها بتقديم قائمة بأسماء جميع الأسرى الذين ما زالوا على قيد الحياة. وأوضح نعيم أن هذا يستحيل بدون وقف إطلاق النار أولا بالنظر إلى أن الأسرى موزعون في أنحاء منطقة الحرب ومحتجزون لدى فصائل مختلفة.وعُلقت آمال على أن تكون محادثات القاهرة المحطة الأخيرة قبل التوصل إلى أول وقف طويل الأجل لإطلاق النار في الحرب، وهو هدنة مدتها 40 يوما يتم خلالها إطلاق سراح عشرات الأسرى وضخ المساعدات إلى غزة للحيلولة دون وقوع مجاعة، وذلك قبل شهر رمضان.وقالت مصادر أمنية مصرية الاثنين إنها كانت لا تزال على اتصال مع الإسرائيليين بما يسمح بمضي المفاوضات دون مشاركة وفد إسرائيلي.وتقول واشنطن، الحليف الأقرب لإسرائيل وأحد رعاة محادثات وقف إطلاق النار، إن اتفاقا قبلت به إسرائيل مطروح بالفعل على الطاولة وإن الأمر متروك لـ"حماس" لقبوله. وترفض الحركة هذه التصريحات وتراها محاولة لإبعاد اللائمة عن إسرائيل إذا انهارت المحادثات دون التوصل لاتفاق.كما تطالب الولايات المتحدة - إسرائيل - ببذل المزيد من الجهود للتخفيف من حدة الكارثة الإنسانية في غزة، حيث قُتل أكثر من 30 ألف شخص في الهجوم الإسرائيلي الذي أشعل فتيله هجوم شنته "حماس" عبر الحدود في 7 أكتوبر، وتقول إسرائيل إنه أسفر عن مقتل 1200 شخص.الجوع يتربّص بقطاع غزةويسيطر الجوع حاليا على قطاع غزة المحاصر حيث تضاءلت إمدادات المساعدات بشدة خلال فبراير الماضي، بعدما تقلصت بالفعل بشكل حاد منذ بداية الحرب. وباتت مناطق كاملة من القطاع محرومة تماما من الغذاء، فيما تعج المستشفيات القليلة التي لا تزال تعمل في غزة، والمكتظة بالفعل بمصابي الحرب، الآن بأطفال يتضورون جوعا حتى الموت.والوضع في شمال غزة هو الأسوأ، إذ لا تستطيع وكالات الإغاثة أو كاميرات وسائل الإعلام الوصول إليه. وتقول سلطات الصحة في غزة إن 15 طفلا توفوا بسبب سوء التغذية أو الجفاف في أحد المستشفيات.وقالت منظمة الصحة العالمية الثلاثاء إن سوء التغذية "متفاقم بشكل خاص" في شمال القطاع.وذكر ممثل المنظمة في غزة والضفة الغربية ريتشارد بيبركورن، أن طفلا من بين كل 6 أطفال دون الثانية من العمر يعاني من سوء تغذية حاد هناك.وأوضح "كان هذا في يناير. لذا من المرجح أن يكون الوضع أسوأ اليوم".وتقول إسرائيل إنها مستعدة للسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة عبر نقطتي التفتيش على الطرف الجنوبي من القطاع اللتين سمحت بفتحهما، وتُلقي باللوم على الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الأخرى في عدم توزيع المساعدات على نطاق أوسع.وتؤكد وكالات الإغاثة أن هذا بات مستحيلا مع انهيار القانون والنظام، وأن السماح بدخول الأغذية وتأمين عمليات توزيعها يقع على عاتق إسرائيل التي اجتاحت قواتها بلدات غزة وتقوم بدوريات فيها.وقالت المديرة الإقليمية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أديل خضر "لا بد وأن الشعور بالعجز واليأس بين الآباء والأطباء، الذين يدركون أنه يتم منع المساعدات المنقذة للحياة والموجودة على بعد بضعة كيلومترات فقط، هو أمر لا يحتمل".(رويترز)