أدى الانهيار المالي في لبنان إلى زيادة عدد المهاجرين بنسبة 450% في عام واحد فقط، حيث يسعى مهنيون وشباب لبنانيون إلى الحصول على فرص حياة أفضل في أماكن أخرى.اللبناني علي حمود احتفظ بذكريات عن وطنه لكنها ليس من الأشهر الأخيرة التي عاشها في لبنان. وقال حمود، بحسب تقرير لمركز "ذا ميديا لاين" إن "لبنان بلد جميل لكن الحياة أصبحت فيه عملية مستمرة للحاق بتغير الأسعار وأسعار الصرف". وأضاف الشاب البالغ من العمر 28 عاما: "لم يمكنك التفكير في مستقبلك، يمكنك فقط التركيز على وضعك الحالي".هجرة مئات الآلافوغادر علي وطنه منذ أكثر من عام، وسط ما وصفه البنك الدولي بأنه إحدى أسوأ الأزمات الاقتصادية منذ خمسينات القرن التاسع عشر.وبين عامي 2017 و2021، غادر لبنان ما يقرب من 215653 شخصا وفقا لمركز أبحاث المعلومات الدولية ومقره بيروت. ويظهر تقرير المركز أن عدد المهاجرين اللبنانيين ارتفع من 17721 عام 2020 إلى 79134 عام 2021 بزيادة قدرها 450%.وبشكل شبه يومي، يُعد مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت مكانا لوداع مفجع للشباب ولعائلات بأكملها على متن طائرات من دون تذكرة ذهاب وعودة.وقال حمود "كان علينا المغادرة حتى نتمكن من البقاء على قيد الحياة وتوفير العيش الكريم لأنفسنا".وتشير بيانات سبتمبر 2021 إلى أن أكثر من 40% من أطباء لبنان قد غادروا البلاد بالفعل.الاستدانة للهجرةشخص واحد على 5 لبنانيين يلجأ للاستدانة لتمويل سفره إلى بلد جديد، من أجل الحصول على فرصة إعالة الأسرة التي بقيت في لبنان.والذين يبقون في لبنان يتحملون الحياة بجميع حالاتها، حيث أنهم مجبرون على العيش في بلد من دون مرافق عامة مثل الكهرباء والمياه، ومع عملة محلية فقدت 95% من قيمتها في ظل أعلى معدلات التضخم الاقتصادي في العالم.وتقول الأمم المتحدة إن ثلاثة أرباع السكان يعيشون تحت خط الفقر في لبنان.ويتفق اللبنانيون على أن هناك حياة أفضل خارج لبنان، حيث وجد استطلاع للرأي أجرته مؤسسة غالوب في ديسمبر عام 2021 أن 63% من اللبنانيين الذين لا يزالون في البلاد يقولون إنهم يريدون المغادرة إلى الأبد.و90% من الشباب اللبناني يفكرون أو يسعون بنشاط إلى الهجرة، وفقا لاستطلاع رأي الشباب العربي الذي يشير إلى أنها أعلى نسبة بين جميع الدول العربية.بات مغادرة البلاد الخيار الوحيد للكثير من المتخصصين والمهنيين، خصوصا في مجال الرعاية الصحية وفي القطاعات العليا والثانوية بما في ذلك موظفي الدولة.(ترجمات)