منذ 7 أكتوبر استنفرت إسرائيل ونشرت ألوية كاملة قرب الحدود اللبنانية المعروفة بالخط الأزرق، ودعمت القيادة العليا للأمن في إسرائيل، القيام بعملية وقائية ضدّ "حزب الله"، ومنذ ذلك الحين، وتراشق الصواريخ بين إسرائيل و"حزب الله" لم يتوقف، وما زال مستمرًا، ومنذ بداية الحرب دعا الرئيس الأميركيّ جو بايدن إلى ضبط النفس، وقام بنشر حاملتَي طائرات مع طواقمهما في منطقة شرق البحر المتوسط وقرب الساحل اللبناني، ولعب دورًا في إقناع الإسرائيليّين بالانتظار.وحتى اللحظة، هناك تجنب من قبل الطرفين لدخول حرب شاملة، ولكنّ هجوم "حماس" في 7 أكتوبر، أدى إلى تعزيز فكرة بقاء تهديد "حزب الله"، خطر لا يمكن تحمّله، لدى ساسة إسرائيل وكذلك سكان المستوطنات المحاذية للحدود اللبنانية، خصوصًا ضدّ قوات النخبة في "حزب الله"، التي تدربت على مهاجمة الأراضي الإسرائيلية بالطريقة نفسها التي قام بها مقاتلو "حماس" ضدّ القواعد العسكرية الإسرائيلية، فيما التوجّس الإسرائيليّ حيال شبكة الأنفاق الضخمة التي يمتلكها "حزب الله" قائمًا، ويهدد وجودها وأمنها بحسب تصريحات المسؤولين وسكان المستوطنات، فما خطورة هذه الأنفاق على إسرائيل؟ وهل هي أخطر من أنفاق حركة "حماس" في غزة ؟ وهل ستشنّ إسرائيل حربًا لتدميرها؟ أنفاق "حزب الله" خطيرة ومخفية ومموهةيوضح المحلل العسكريّ عادل شديد لمنصة "المشهد"، حول أنفاق "حزب الله" وخطورتها على إسرائيل بأنّ "البنية التحتية لـ"حزب الله" في لبنان، من القضايا الغامضة بالنسبة لإسرائيل، وهناك إجماع فيها بأنه يمتلك قدرات عسكرية تبلغ أضعاف أضعاف ما تمتلكه حركة "حماس" و"القسام" و"الجهاد" في غزة، من حيث المقاتلون وعددهم وتدريبهم وقدراتهم، والقدرات الصاروخية ومداها وأعدادها ودقتها وأنواعها". ويستدرك شديد قائلًا: "واضح تمامًا بأنّ الحرب الحالية وما قبلها، كشفت أنّ الإسرائيليّ يجهل ولا يعرف نهائيًا، عن إمكانات وقدرات المقاومة في غزة ولبنان، وبالتالي موضوع أنفاق "حزب الله"، لا أحد في إسرائيل يعلم عنه شيئًا، ولو كانوا يعلمون لتمّ قصف الأنفاق خلال الحرب الحالية، وحتى اللحظة لم نسمع عن استهداف نفق واحد في لبنان، فالوضع فيها أكثر تعقيدًا من غزة، الطبيعة في لبنان تجعل إمكانات وهامش الحركة للمقاومة أقوى بكثير من غزة، وحين تدّعي إسرائيل أنها تعرف عن قدرات "حزب الله" بما فيها الأنفاق، هذا لإرسال رسالة، واستفزاز "حزب الله".وعن خطورة أنفاق"حزب الله"، وعدم إقدام إسرائيل على تدميرها يعلق شديد، قال شديد: "إسرائيل لا تعرف أين هي موجودة فهي مخفية ومموّهة، وموضوع الأنفاق غامض حتى اللحظة بالنسبة لها، وهي بالفعل أخطر من أنفاق "حماس" للأسباب التالية، لأنّ المنطقة صخرية وجبلية، وليست رملية مثل غزة، والقدرات التي يمتلكها "حزب الله" من حيث الحفر أعلى، والأخير يتحرك في منطقة واسعة جدًا تصل إلى قرابة 20 ألف كيلومتر مربع من لبنان، ولديه أيضًا مناطق مساحتها أكثر من 10 آلاف كيلومتر، معسكرات وقواعد للتدريب في سوريا". وعن احتمالية نشوب حرب تدميرية بين إسرائيل و"حزب الله" لتدمير الأنفاق، يقول شديد، "هذه الأنفاق ليست السلاح الوحيد بيد "حزب الله"، فهو يمتلك بحسب التقديرات، مئات الصواريخ الدقيقة القادرة على إصابة كل المنشآت الحساسة في إسرائيل، بدءًا من مفاعل ديمونا، مرورًا بمحطات الطاقة والكهرباء، ومحطات الكيماويات في حيفا والميناء والمطار، ووزارة الدفاع والقواعد العسكرية والجوية، وقادرة أن تتملّص من كل منظومات الدفاع الجوي مثل القبة الحديدية، والباتريوت، وهذا السلاح الاستراتيجيّ الفتاك الذي يمتلكه "حزب الله"، إذا كانت إسرائيل قادرة على تدمير بيروت، فـ"حزب الله" لديه السلاح الذي تمّ ذكره ويستطيع الوصول لمناطق حساسة في قلب إسرائيل". قلق متواصل ورعب قائممن جهتها تقول المحللة السياسية عناب حلبي لمنصة "المشهد"، "الأنفاق إن كانت في قطاع غزة أو في الشمال لدى لبنان، فهي تشكل التخوف الأساسيّ لإسرائيل من استعمالها للتقدم العسكريّ إلى الأراضي الإسرائيلية، وذلك بسبب عدم تمكن أجهزة الاستخبارات من اختراق منظومة الأنفاق، وهذا ما يؤجل الحرب عليها، هذه الأنفاق أثبتت وحشيّتها في قطاع غزة في ترتيبات الحرب الحالية، ولكن في الشمال هناك تخوفات من أن يكون "حزب الله" قد بنى منظومة كاملة من الأنفاق قريبة من الحدود الإسرائيلية، لذلك التخوفات قائمة، وكبيرة جدًا". وأضافت عناب، "حزب الله كان قد كشف في السابق عن مخططات باحتلال الجليل عن طريق قوة "الرضوان" التي تدربت في سوريا في الأعوام الماضية، لذلك وجود أنفاق على الحدود الشمالية مع لبنان إن وُجدت، تثير الرعب في نفوس السكان الإسرائيليّين في هذه المنطقة، وأكبر دليل على ذلك حين بدأت الحرب الحالية، كل السكان الموجودين على بعد ٤ كيلومترات من الحدود اللبنانية أخلوا المنطقة". وأشارت عناب إلى أنّ "خبراء في الجيولوجيا كانوا قد نفوا أن تكون أنفاق "حزب الله" تشابه أنفاق "حماس"، بسبب الطبيعة الصخرية للبنان، ولكن مع التجارب السابقة، كان الجيش الإسرائيليّ قد كشف أنفاقًا تابعة لـ"حزب الله" على الحدود الإسرائيلية، قادرة على تأمين الدخول إلى العمق الإسرائيلي، وهذا ما يُرعب سكان الشمال". (المشهد)